كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 13)

قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
أَيْ فِي الرَّدّ عَلَيْهِمْ . وَفِي بَعْض النُّسَخ بَاب فِي الْجَهْمِيَّةِ وَالْمُعْتَزِلَة .
وَالْجَهْمِيَّة فِرْقَة مِنْ الْمُبْتَدِعَة يَنْفُونَ صِفَات اللَّه الَّتِي أَثْبَتَهَا الْكِتَاب وَالسُّنَّة ، وَيَقُولُونَ الْقُرْآن مَخْلُوق.
وَالْمُعْتَزِلَة أَيْضًا فِرْقَة مِنْ الْمُبْتَدِعَة قَدْ سَمَّوْا أَنْفُسهمْ أَهْل الْعَدْل وَالتَّوْحِيد ، وَعَنَوْا بِالتَّوْحِيدِ مَا اِعْتَقَدُوهُ مِنْ نَفْي الصِّفَات الْإِلَهِيَّة لِاعْتِقَادِهِمْ أَنَّ إِثْبَاتهَا يَسْتَلْزِم التَّشْبِيه وَمَنْ شَبَّهَ اللَّه بِخَلْقِهِ أَشْرَكَ ، وَهُمْ فِي النَّفْي مُوَافِقُونَ لِلْجَهْمِيَّة. قَالَ السَّيِّد مُرْتَضَى الزُّبَيْدِيّ : الْجَهْمِيَّةُ طَائِفَة مِنْ الْخَوَارِج نُسِبُوا إِلَى جَهْم بْن صَفْوَان الَّذِي قُتِلَ فِي آخِر دَوْلَة بَنِي أُمَيَّة اِنْتَهَى .
وَفِي مِيزَان الذَّهَبِيّ : جَهْم بْن صَفْوَان السَّمَرْقَنْدِيّ الضَّالّ الْمُبْتَدِع رَأْس الْجَهْمِيَّةِ هَلَكَ فِي زَمَان صِغَار التَّابِعِينَ زَرَعَ شَرًّا عَظِيمًا اِنْتَهَى .
وَالْمُعْتَزِلَة فِرْقَة مِنْ الْقَدَرِيَّة زَعَمُوا أَنَّهُمْ اِعْتَزَلُوا فِئَتَيْ الضَّلَالَة عِنْدهمْ أَيْ أَهْل السُّنَّة وَالْجَمَاعَة وَالْخَوَارِج أَوْ سَمَّاهُمْ بِهِ الْحَسَن الْبَصْرِيّ لَمَّا اِعْتَزَلَهُ وَاصِل بْن عَطَاء @

الصفحة 3