كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 13)

اِكْتَنِي بِابْنِك يَعْنِي عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر فَكَانَتْ تُكَنَّى أُمّ عَبْد اللَّه " اِنْتَهَى .
وَالْحَدِيث سَكَتَ عَنْهُ الْمُنْذِرِيُّ .
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
جَمْع مِعْرَاض مِنْ التَّعْرِيض بِالْقَوْلِ . قَالَ الْجَوْهَرِيّ : هُوَ خِلَاف التَّصْرِيح ، وَهُوَ التَّوْرِيَة بِالشَّيْءِ عَنْ الشَّيْء . وَقَالَ الرَّاغِب : التَّعْرِيض كَلَام لَهُ وَجْهَانِ فِي صِدْق وَكَذِب أَوْ بَاطِن وَظَاهِر .
4320 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( عَنْ ضُبَارَة )
: بِضَمِّ الضَّاد الْمُعْجَمَة وَبِالْمُوَحَّدَةِ اِبْن عَبْد اللَّه بْن مَالِك مَجْهُول
( كَبُرَتْ )
: بِفَتْحٍ فَضَمٍّ أَيْ عَظُمَتْ
( خِيَانَة )
: تَمْيِيز
( أَنْ تُحَدِّث أَخَاك )
: فَاعِل كَبُرَتْ
( هُوَ لَك بِهِ مُصَدِّق )
: أَيْ أَخُوك مُصَدِّق لَك بِذَلِكَ الْحَدِيث
( وَأَنْتَ لَهُ )
: أَيْ لِأَخِيك
( بِهِ )
: أَيْ بِذَلِكَ الْحَدِيث
( كَاذِب )
: لِأَنَّهُ اِئْتَمَنَك فِيمَا تُحَدِّثهُ بِهِ فَإِذَا كَذَبْت فَقَدْ خُنْت أَمَانَته وَخُنْت أَمَانَة الْإِيمَان ، فِيمَا أَوْجَبَ مِنْ نَصِيحَة الْإِخْوَان . قَالَ الْمَنَاوِيُّ : أَنْ تُحَدِّث أَخَاك فَاعِل كَبُرَتْ وَأَنَّثَ الْفِعْل لَهُ بِاعْتِبَارِ التَّمْيِيز لِأَنَّ نَفْس الْخِيَانَة هِيَ الْكَبِيرَة وَفِيهِ مَعْنَى التَّعَجُّب كَمَا فِي { كَبُرَ مَقْتًا عِنْد اللَّه } وَالْمُرَاد خِيَانَة عَظِيمَة مِنْك إِذَا حَدَّثْت أَخَاك الْمُسْلِم بِحَدِيثٍ وَهُوَ يَعْتَمِد عَلَيْك اِعْتِمَادًا عَلَى أَنَّك مُسْلِم لَا تَكْذِب فَيُصَدِّقك وَالْحَال أَنَّك كَاذِب .@

الصفحة 313