كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 13)

قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
أَيْ فِي بَيَان مَا وَرَدَ فِي هَذِهِ الْكَلِمَة . قَالَ فِي الْقَامُوس : الزَّعْم مُثَلَّثَة الْقَوْل الْحَقّ وَالْبَاطِل وَالْكَذِب ضِدّ وَأَكْثَر مَا يُقَال فِيمَا يُشَكّ فِيهِ .
4321 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( أَوْ قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه )
: شَكٌّ مِنْ الرَّاوِي
( مَا سَمِعْت )
: أَيْ أَيّ شَيْء سَمِعْته
( يَقُول فِي زَعَمُوا )
: أَيْ فِي حَقِّ هَذَا اللَّفْظ
( بِئْسَ مَطِيَّة الرَّجُل )
: الْمَطِيَّة بِفَتْحِ الْمِيم وَكَسْر الطَّاء الْمُهْمَلَة وَتَشْدِيد التَّحْتِيَّة بِمَعْنَى الْمَرْكُوب
( زَعَمُوا )
: فِي النِّهَايَة : الزَّعْم بِالضَّمِّ وَالْفَتْح قَرِيب مِنْ الظَّنّ أَيْ أَسْوَأ عَادَة لِلرَّجُلِ أَنْ يَتَّخِذ لَفْظ زَعَمُوا مَرْكَبًا إِلَى مَقَاصِده فَيُخْبِر عَنْ أَمْر تَقْلِيدًا مِنْ غَيْر تَثَبُّت فَيُخْطِئ وَيُجَرَّب عَلَيْهِ الْكَذِب قَالَهُ الْمَنَاوِيُّ . وَفِي اللُّمَعَاتِ يَعْنِي أَنَّ مَا زَعَمُوا بِئْسَ مَطِيَّته يَجْعَل الْمُتَكَلِّم مُقَدِّمَة كَلَامه وَالْمَقْصُود أَنَّ الْإِخْبَار بِخَبَرٍ مَبْنَاهُ عَلَى الشَّكِّ وَالتَّخْمِين دُون الْجَزْم وَالْيَقِين قَبِيح بَلْ يَنْبَغِي أَنْ يَكُون لِخَبَرِهِ سَنَد وَثُبُوت وَيَكُون عَلَى ثِقَة مِنْ ذَلِكَ لَا مُجَرَّد حِكَايَة عَلَى ظَنٍّ وَحُسْبَان . وَفِي الْمَثَل زَعَمُوا مَطِيَّة الْكَذِب اِنْتَهَى .
قَالَ الْخَطَّابِيُّ فِي الْمَعَالِم : أَصْل هَذَا أَنَّ الرَّجُل إِذَا أَرَادَ الْمَسِير إِلَى بَلَد رَكْب مَطِيَّة وَسَارَ حَتَّى يَبْلُغ حَاجَته فَشَبَّهَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يُقَدِّمهُ الرَّجُل أَمَام @

الصفحة 315