كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 13)

حَذْفهَا . قَالَ وَإِنَّمَا صِرْنَا إِلَى التَّرْجِيح لِلتَّعَارُضِ مَعَ تَعَذُّر الْجَمْع وَعَدَم الْعِلْم بِالتَّارِيخِ اِنْتَهَى .
وَمُقْتَضَى ظَاهِر هَذِهِ الزِّيَادَة أَنَّ إِطْلَاق السَّيِّد أَسْهَل مِنْ إِطْلَاق الْمَوْلَى وَهُوَ خِلَاف الْمُتَعَارَف ، فَإِنَّ الْمَوْلَى يُطْلَق عَلَى أَوْجُه مُتَعَدِّدَة مِنْهَا الْأَسْهَل وَالْأَعْلَى وَالسَّيِّد لَا يُطْلَق إِلَّا عَلَى الْأَعْلَى ، فَكَانَ إِطْلَاق الْمَوْلَى أَسْهَلَ وَأَقْرَب إِلَى عَدَم الْكَرَامَة وَاَللَّه تَعَالَى أَعْلَم .
وَقَدْ رَوَاهُ مُحَمَّد بْن سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة فَلَمْ يَتَعَرَّض لِلَّفْظِ الْمَوْلَى إِثْبَاتًا وَلَا نَفْيًا أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَالْمُصَنِّف فِي الْأَدَب الْمُفْرَد لِلَّفْظِ " لَا يَقُولَن أَحَدكُمْ عَبْدِي وَلَا أَمَتِي وَلَا يَقُلْ الْمَمْلُوك رَبِّي وَرَبَّتِي وَلَكِنْ لِيَقُلْ الْمَالِك فَتَايَ وَفَتَاتِي وَالْمَمْلُوك سَيِّدِي وَسَيِّدَتِي فَإِنَّكُمْ الْمَمْلُوكُونَ وَالرَّبّ اللَّه تَعَالَى " وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْمُرَاد النَّهْي عَنْ الْإِطْلَاق كَمَا تَقَدَّمَ مِنْ كَلَام الْخَطَّابِيِّ .
وَيُؤَكِّد كَلَامه حَدِيث اِبْن الشِّخِّير الْمَذْكُور وَاَللَّه أَعْلَم . وَعَنْ مَالِك تَخْصِيص الْكَرَاهَة بِالنِّدَاءِ فَيُكْرَه أَنْ يَقُول يَا سَيِّدِي وَلَا يُكْرَه فِي غَيْر النِّدَاء اِنْتَهَى .
قُلْت : حَدِيث عَبْد اللَّه بْن الشِّخِّير رَوَاهُ أَحْمَد وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَالْبُخَارِيّ فِي الْأَدَب الْمُفْرَد وَاللَّفْظ لِلْبُخَارِيِّ حَدَّثَنَا مُسَدَّد قَالَ حَدَّثَنَا بِشْر بْن الْمُفَضَّل حَدَّثَنَا أَبُو مَسْلَمَةَ عَنْ أَبِي نَضْرَة عَنْ مُطَرِّف قَالَ قَالَ أَبِي " اِنْطَلَقْت فِي وَفْد بَنِي عَامِر إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا أَنْتَ سَيِّدنَا قَالَ السَّيِّد اللَّه قَالُوا وَأَفْضَلنَا فَضْلًا وَأَعْظَمنَا طُولًا قَالَ فَقَالَ قُولُوا بِقَوْلِكُمْ وَلَا يَسْتَجْريَنّكُمْ [ أَيْ لَا يَتَّخِذكُمْ وُكَلَاء ] الشَّيْطَان " اِنْتَهَى .@

الصفحة 323