كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 13)

اِنْتَهَى كَلَامه . فَكَمَا جَازَ التَّوَسُّع فِي الْكَلَام فِي تَشْبِيه الشَّيْء بِالشَّيْءِ الَّذِي لَهُ تَعَلُّق بِبَعْضِ مَعَانِيه وَلِذَا جَازَ تَشْبِيه الْفَرَس بِالْبَحْرِ ، فَهَكَذَا جَازَ تَشْبِيه صَلَاة الْعِشَاء بِالْعَتَمَةِ لِأَنَّ الْعَتَمَة هِيَ الظُّلْمَة وَصَلَاة الْعِشَاء لَا تُصَلَّى إِلَّا فِي الظُّلْمَة .
قُلْت : مَا فِي هَذَا الِاسْتِدْلَال مِنْ تَكَلُّف فَظَاهِر وَالْأَوْضَح فِي الِاسْتِدْلَال مَا أَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ مِنْ طَرِيق مَالِك عَنْ سُمَيٍّ عَنْ أَبِي صَالِح عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِيهِ " وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَة وَالصُّبْح لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا " .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ .
4337 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( إِيَّاكُمْ وَالْكَذِب )
: بِفَتْحٍ فَكَسْر أَوْ بِكَسْرٍ فَسُكُون وَالْأَوَّل هُوَ الْأَفْصَح أَيْ اِحْذَرُوا الْكَذِب
( إِلَى الْفُجُور )
: بِضَمِّ الْفَاء أَيْ الْمَيْل عَنْ الصِّدْق وَالْحَقّ وَالِانْبِعَاث فِي الْمَعَاصِي
( وَيَتَحَرَّى الْكَذِب )
: أَيْ يُبَالِغ وَيَجْتَهِد فِيهِ
( حَتَّى يُكْتَب عِنْد اللَّه كَذَّابًا )
: بِصِيغَةِ الْمَجْهُول أَيْ يَحْكُم لَهُ بِذَلِكَ وَيَسْتَحِقّ الْوَصْف بِهِ
( وَعَلَيْكُمْ @

الصفحة 333