كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 13)

وَإِنَّمَا كَرِهَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ لِمَا يَدْخُلهُ مِنْ الرِّيَاء وَالتَّصَنُّع وَلِمَا يُخَالِطهُ مِنْ الْكَذِب وَالتَّزَيُّد وَأَمَرَ أَنْ يَكُون الْكَلَام قَصْدًا بِبُلُوغِ الْحَاجَة غَيْر زَائِد عَلَيْهَا يُوَافِق ظَاهِره بَاطِنه وَسِرّه عَلَانِيَته اِنْتَهَى
( لِيَسْبِيَ )
: بِكَسْرِ الْمُوَحَّدَة أَيْ لِيَسْلُب وَيَسْتَمِيل
( بِهِ )
: أَيْ بِصَرْفِ الْكَلَام
( قُلُوب الرِّجَال أَوْ النَّاس )
: شَكٌّ مِنْ الرَّاوِي
( صَرْفًا وَلَا عَدْلًا )
: فِي النِّهَايَة : الصَّرْف التَّوْبَة أَوْ الْمُنَافَلَة ، وَالْعَدْل الْفِدْيَة أَوْ الْفَرِيضَة .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : الضَّحَّاك بْن شُرَحْبِيل هَذَا مِصْرِيّ ذَكَرَهُ اِبْن يُونُس فِي تَارِيخ الْمِصْرِيِّينَ ، وَذَكَرَهُ الْبُخَارِيّ وَابْن أَبِي حَاتِم وَلَمْ يَذْكُر لَهُ رِوَايَة عَنْ أَحَد مِنْ الصَّحَابَة وَإِنَّمَا رِوَايَته عَنْ التَّابِعِينَ وَيُشْبِه أَنْ يَكُون الْحَدِيث مُنْقَطِعًا وَاَللَّه عَزَّ وَجَلَّ أَعْلَم .
4354 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( مِنْ الْمَشْرِق )
: أَيْ مِنْ جَانِب الشَّرْق
( إِنَّ مِنْ الْبَيَان لَسَحَرًا )
: يَعْنِي أَنَّ بَعْض الْبَيَان كَالسِّحْرِ فِي اِسْتِمَالَة الْقُلُوب أَوْ فِي الْعَجْز عَنْ الْإِتْيَان بِمِثْلِهِ ، وَهَذَا النَّوْع مَمْدُوح إِذَا صُرِفَ إِلَى الْحَقّ وَمَذْمُوم إِذَا صُرِفَ إِلَى الْبَاطِل .
وَقَدْ أَطَالَ الْكَلَام فِي مَعْنَى هَذَا الْحَدِيث الشَّيْخ الْإِمَام أَبُو هِلَال الْعَسْكَرِيّ فِي كِتَابه جَمْهَرَة الْأَمْثَال ، وَالْإِمَام أَبُو الْفَضْل الْمَيْدَانِيّ فِي كِتَابه مَجْمَع الْأَمْثَال .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَالتِّرْمِذِيّ : وَالرَّجُلَانِ الزِّبْرِقَان بْن بَدْر وَعَمْرو بْن الْأَهْتَم وَلَهُمَا صُحْبَة ، وَالْأَهْتَم بِفَتْحِ ثَالِث الْحُرُوف ، وَكَانَ قُدُومهمَا عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَنَة تِسْع مِنْ الْهِجْرَة اِنْتَهَى .@

الصفحة 349