كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 13)

أَوْ لِكَوْنِهِ عِلْمًا مِمَّا لَا يَعْنِيه فَيَصِير جَهْلًا بِمَا يَعْنِيه . وَقِيلَ هُوَ أَنْ لَا يَعْمَل بِعِلْمِهِ فَيَكُون تَرْك الْعَمَل بِالْعِلْمِ جَهْلًا قَالَ فِي النِّهَايَة : قِيلَ هُوَ يَتَعَلَّم مَا لَا حَاجَة إِلَيْهِ كَالنُّجُومِ وَعُلُوم الْأَوَائِل وَيَدَع مَا يَحْتَاج إِلَيْهِ فِي دِينه مِنْ عِلْم الْقُرْآن وَالسُّنَّة . وَقِيلَ هُوَ أَنْ يَتَكَلَّف الْعَالَم الْقَوْل فِيمَا لَا يَعْلَمهُ فَيَجْهَلهُ ذَلِكَ اِنْتَهَى
( وَإِنَّ مِنْ الْقَوْل عِيَالًا )
: بِكَسْرِ أَوَّله . قَالَ الْخَطَّابِيُّ : هَكَذَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ عِيَالًا ، وَرَوَاهُ غَيْره إِنَّ مِنْ الْقَوْل عَيْلًا . قَالَ الْأَزْهَرِيّ قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام عِيلَا مِنْ قَوْلك عِلْت الضَّالَّة أُعِيل عَيْلًا إِذَا لَمْ تَدْرِ أَيَّة جِهَة تَبْغِيهَا . قَالَ أَبُو زَيْد كَأَنَّهُ لَمْ يَهْتَدِ لِمَنْ يَطْلُب عِلْمه فَعَرَضَهُ عَلَى مَنْ لَا يُرِيدهُ اِنْتَهَى . وَفِي النِّهَايَة : إِنَّ مِنْ الْقَوْل عَيْلًا هُوَ عِرْضك حَدِيثك وَكَلَامك عَلَى مَنْ لَا يُرِيدهُ وَلَيْسَ مِنْ شَأْنه . يُقَال عِلْت الضَّالَّة أُعِيل عَيْلًا إِذَا لَمْ تَدْرِ أَيّ جِهَة تَبْغِيهَا كَأَنَّهُ لَمْ يَهْتَدِ لِمَنْ يَطْلُب كَلَامه فَعَرَضَهُ عَلَى مِنْ لَا يُرِيدهُ اِنْتَهَى
( فَقَالَ صَعْصَعَة بْن صُوحَان )
: بِضَمِّ الْمُهْمَلَة وَبِالْحَاءِ الْمُهْمَلَة تَابِعِيّ كَبِير مُخَضْرَم فَصِيح ثِقَة مَاتَ فِي خِلَافَة مُعَاوِيَة قَالَهُ الْحَافِظ
( وَهُوَ أَلْحَن )
: أَيْ أَقْدَر عَلَى بَيَان مَقْصُوده مِنْ لَحِنَ بِالْكَسْرِ إِذَا نَطَقَ بِحُجَّتِهِ
( بِالْحُجَجِ )@

الصفحة 355