كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 13)

أَيْ إِنَّ هَذِهِ الْخِلَال مِنْ شَمَائِل الْأَنْبِيَاء وَمِنْ جُمْلَة الْخِصَال الْمَعْدُودَة مِنْ خِصَالهمْ وَأَنَّهَا جُزْء مَعْلُوم مِنْ أَجْزَاء أَفْعَالهمْ فَاقْتَدُوا بِهِمْ فِيهَا ، وَلَيْسَ الْمَعْنَى أَنَّ النُّبُوَّة تَتَجَزَّأ وَلَا أَنَّ مَنْ جَمَعَ هَذِهِ الْخِلَال كَانَ فِيهِ جُزْء مِنْ النُّبُوَّة وَيَجُوز أَنْ يَكُون أَرَادَ بِالنُّبُوَّةِ هَا هُنَا مَا جَاءَتْ بِهِ النُّبُوَّة وَدَعَتْ إِلَيْهِ مِنْ الْخَيْرَات أَيْ أَنَّ هَذِهِ الْخِلَال جُزْء مِنْ خَمْسَة وَعِشْرِينَ مِمَّا جَاءَتْ بِهِ النُّبُوَّة وَدَعَا إِلَيْهِ الْأَنْبِيَاء اِنْتَهَى . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ .
4365 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( إِذَا اِقْتَرَبَ الزَّمَان )
: يَأْتِي تَفْسِيره مِنْ الْمُؤَلِّف وَالْمُنْذِرِيِّ
( وَأَصْدَقهمْ )
: أَيْ الْمُسْلِمِينَ الْمَدْلُول عَلَيْهِمْ بِالْمُسْلِمِ
( أَصْدَقهمْ حَدِيثًا )
: فَإِنَّ غَيْر الصَّادِق فِي حَدِيثه يَتَطَرَّق الْخَلَل إِلَى رُؤْيَاهُ
( فَالرُّؤْيَا الصَّالِحَة بُشْرَى مِنْ اللَّه )
: أَيْ إِشَارَة إِلَى بِشَارَة مِنْ اللَّه لِلرَّائِي أَوْ الْمَرْئِيّ لَهُ وَالرُّؤْيَا تَحْزِين مِنْ الشَّيْطَان بِأَنْ يَرَى مَا يُحْزِنهُ
( وَرُؤْيَا مِمَّا يُحَدِّث بِهِ الْمَرْء نَفْسه )
: قَالَ الْعَزِيزِيُّ وَهُوَ مَا كَانَ فِي الْيَقِظَة يَكُون فِي مُهِمّ فَيَرَى مَا يَتَعَلَّق بِهِ فِي النَّوْم
( فَإِذَا رَأَى أَحَدكُمْ )
: أَيْ فِي الْمَنَام
( فَلْيُصَلِّ )
: أَيْ إِذَا كَانَ نَشِيطًا وَإِلَّا فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَاره ثَلَاثًا وَلْيَسْتَعِذْ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَان ثَلَاثًا وَيَتَحَوَّل عَنْ جَنْبه كَمَا سَيَأْتِي عَلَى أَنَّهُ يُمْكِن الْجَمْع وَهُوَ الْأَوْلَى قَالَهُ الْقَارِي
( قَالَ وَأُحِبّ الْقَيْد وَأَكْرَه الْغُلّ )
: بِالضَّمِّ أَيْ الطَّوْق بِأَنْ يَرَى نَفْسه مَغْلُولًا فِي النَّوْم لِأَنَّهُ إِشَارَة إِلَى تَحَمُّل دَيْن أَوْ مَظَالِم أَوْ كَوْنه مَحْكُومًا عَلَيْهِ
( وَالْقَيْد ثَبَات فِي الدِّين )@

الصفحة 362