كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 13)

: أَيْ ثَبَات قَدَم وَرُسُوخ تَمْكِين ، وَضَمِير قَالَ رَاجِع إِلَى أَبِي هُرَيْرَة كَمَا يَظْهَر لَك . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَهْ ، هَكَذَا جَاءَ فِي هَذِهِ الرِّوَايَة وَغَيْرهَا ظَاهِره أَنَّ الْجَمِيع قَوْل رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَيْسَ الْأَمْر كَذَلِكَ لِأَنَّ الْقَيْد وَالْغُلّ قَوْل أَبِي هُرَيْرَة أُدْرِجَ فِي الْحَدِيث جَاءَ مُبَيَّنًا فِي الرِّوَايَات الثَّابِتَة وَرَوَاهُ عَوْف بْن أَبِي جَمِيلَة عَنْ مُحَمَّد بْن سِيرِينَ ، فَذَكَرَ أَنَّ أَوَّل الْمَتْن إِلَى قَوْله جُزْء مِنْ سِتَّة وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّة قَوْل رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَمَّا مَا بَعْده فَإِنَّهُ مِنْ كَلَام مُحَمَّد بْن سِيرِينَ . وَقَالَ الْبُخَارِيّ فِي الصَّحِيح : وَحَدِيث عَوْف أَبْيَن اِنْتَهَى .
قُلْت : وَفِي صَحِيح مُسْلِم مِنْ طَرِيق عَبْد الرَّزَّاق عَنْ مَعْمَر عَنْ أَيُّوب وَفِيهِ : قَالَ أَبُو هُرَيْرَة فَيُعْجِبنِي الْقَيْد وَأَكْرَه الْغُلّ وَالْقَيْد ثَبَات . وَمِنْ طَرِيق مُحَمَّد بْن سِيرِينَ وَفِيهِ وَأُدْرِجَ فِي الْحَدِيث قَوْله وَأَكْرَه الْغُلّ إِلَى تَمَام الْكَلَام وَاَللَّه أَعْلَم
( يَعْنِي إِذَا اِقْتَرَبَ اللَّيْل وَالنَّهَار يَعْنِي يَسْتَوِيَانِ )
: وَالْمُعَبِّرُونَ يَزْعُمُونَ أَنَّ أَصْدَق الرُّؤْيَا مَا كَانَ فِي أَيَّام الرَّبِيع وَوَقْت اِعْتِدَال اللَّيْل وَالنَّهَار قَالَهُ الْخَطَّابِيُّ . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَقَدْ قِيلَ هُوَ قُرْب السَّاعَة ، وَيُؤَيِّدهُ الْحَدِيث الْآخَر وَقَدْ قِيلَ لَا تَكَاد رُؤْيَا الْمُؤْمِن تَكْذِب وَيَحْتَمِل أَنْ يُرَاد اِقْتِرَاب الْمَوْت عِنْد عُلُوّ السِّنّ فَإِنَّ الْإِنْسَان فِي ذَلِكَ الْوَقْت غَالِبًا يَمِيل إِلَى الْخَيْر وَالْعَمَل بِهِ وَيَقِلّ تَحْدِيثه نَفْسه بِغَيْرِ ذَلِكَ اِنْتَهَى كَلَام الْمُنْذِرِيِّ .
4366 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( وَكِيع بْن عُدُس )
: بِمُهْمَلَاتٍ وَضَمِّ أَوَّله وَثَانِيه وَقَدْ يُفْتَح ثَانِيه
( الرُّؤْيَا عَلَى @

الصفحة 363