كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 13)

4367 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( الرُّؤْيَا مِنْ اللَّه )
: أَيْ الرُّؤْيَا الصَّالِحَة مِنْهُ
( وَالْحُلْم مِنْ الشَّيْطَان )
: الْحُلْم بِضَمِّ الْحَاء وَسُكُون اللَّام وَقِيلَ بِضَمِّهِمَا مَا يُرَى فِي الْمَنَام مِنْ الْخَيَالَات الْفَاسِدَة .
قَالَ الْقَسْطَلَانِيّ : وَإِضَافَة الْحُلْم إِلَى الشَّيْطَان لِكَوْنِهِ عَلَى هَوَاهُ وَمُرَاده ، وَأَمَّا إِضَافَة الرُّؤْيَا وَهِيَ اِسْم لِلْمَرْئِيِّ الْمَحْبُوب إِلَى اللَّه تَعَالَى فَإِضَافَة تَشْرِيف ، وَظَاهِره أَنَّ الْمُضَاف إِلَى اللَّه لَا يُقَال لَهُ حُلْم وَالْمُضَاف إِلَى الشَّيْطَان لَا يُقَال لَهُ رُؤْيَا وَهُوَ تَصَرُّف شَرْعِيّ وَإِلَّا فَالْكُلّ يُسَمَّى رُؤْيَا اِنْتَهَى
( فَلْيَنْفُثْ )
: أَيْ لِيَبْصُق
( مِنْ شَرِّهَا )
: أَيْ مِنْ شَرِّ تِلْكَ الرُّؤْيَا
( فَإِنَّهَا )
: أَيْ الرُّؤْيَا الْمَكْرُوهَة
( لَا تَضُرّهُ )
: قَالَ النَّوَوِيّ : مَعْنَاهُ أَنَّهُ تَعَالَى جَعَلَ فِعْله مِنْ التَّعَوُّذ وَالتُّفْل وَغَيْره سَبَبًا لِسَلَامَتِهِ مِنْ الْمَكْرُوه يَتَرَتَّب عَلَيْهَا كَمَا جَعَلَ الصَّدَقَة وِقَايَة لِلْمَالِ وَدَفْعًا لِدَفْعِ الْبَلَاء .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ .
4368 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( يَكْرَههَا )
: صِفَة لِرُؤْيَا
( فَلْيَبْصُقْ )
: بِضَمِّ الصَّاد أَيْ لِيَبْزُق
( وَيَتَحَوَّل عَنْ جَنْبه الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ )
: أَيْ إِلَى جَنْبه الْآخَر .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ .@

الصفحة 365