كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 13)

4371 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( كَأَنَّا )
: بِتَشْدِيدِ النُّون يَعْنِي أَنَا وَأَصْحَابِي
( مِنْ رُطَب اِبْن طَابٍ )
: ضُبِطَ بِالتَّنْوِينِ وَبِفَتْحِ الْبَاء ، قَالَ الْقَارِي فِي الْمِرْقَاة : فَالتَّنْوِين بِنَاء عَلَى أَنَّ الطَّاب بِمَعْنَى الطَّيِّب ، وَأَمَّا فَتْح الْبَاء فَعَلَى عَدَم صَرْفه وَلَعَلَّهُ رِعَايَة لِأَصْلِهِ فَإِنَّهُ مَاضٍ مَبْنِيّ عَلَى الْفَتْح اِنْتَهَى .
رُطَب اِبْن طَابٍ نَوْع مِنْ التَّمْر مَعْرُوف وَهُوَ رَجُل مِنْ أَهْل الْمَدِينَة يُنْسَب إِلَيْهِ نَوْع مِنْ التَّمْر
( فَأَوَّلْت أَنَّ الرِّفْعَة )
: أَيْ الَّتِي هِيَ أَصْل رَافِع
( لَنَا فِي الدُّنْيَا )
: لِقَوْلِهِ تَعَالَى { يَرْفَع اللَّه الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ }
( وَالْعَاقِبَة )
: أَيْ الْمَأْخُوذ مِنْ عَقِبه
( فِي الْآخِرَة )
: أَيْ الْعَاقِبَة الْحَسَنَة لَنَا لِقَوْلِهِ تَعَالَى { وَالْعَاقِبَة لِلتَّقْوَى }
( أَنَّ دِيننَا قَدْ طَابَ )
: أَيْ كَمُلَ وَاسْتَقَرَّتْ أَحْكَامه وَتَمَهَّدَتْ قَوَاعِده .
قَالَ الْمُظْهِر : تَأْوِيله هَكَذَا قَانُون قِيَاس التَّعْبِير عَلَى مَا يَرَى فِي الْمَنَام بِالْأَسْمَاءِ الْحَسَنَة ، كَمَا أَخَذَ الْعَاقِبَة مِنْ لَفْظ عُقْبَةَ وَالرِّفْعَة مِنْ رَافِع ، وَطِيب الدِّين مِنْ طَابٍ . اِنْتَهَى .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالنَّسَائِيُّ .
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
تَفَاعُل مِنْ الثَّوْبَاء ، وَهِيَ فَتْرَة مِنْ ثِقَل النُّعَاس وَالْهَمْزَة بَعْد الْأَلِف هُوَ @

الصفحة 368