كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 13)

وَقِيلَ هُوَ كُلّ مَا تَعَلَّقَ بِالْحُلْقُومِ مِنْ قَلْب وَكَبِد وَرِئَة وَفِيهِ ثَلَاث لُغَات عَلَى وَزْن فَلْس وَسَبَب وَقُفْل ، وَجَمْع الْأُولَى سُحُور مِثَال فَلْس وَفُلُوس ، وَجَمْع الثَّانِيَة وَالثَّالِثَة أَسْحَار اِنْتَهَى .
وَقَالَ الْجَوْهَرِيّ فِي الصِّحَاح : السَّحَر الرِّئَة وَالْجَمْع أَسْحَار مِثْل بَرْد وَأَبْرَاد ، وَكَذَلِكَ السَّحَر وَالْجَمْع سُحُور مِثْل فَلْس وَفُلُوس وَقَدْ يُحَرَّك فَيُقَال سَحَر مِثْل نَهْر وَنَهَر لِمَكَانِ حُرُوف الْحَلْق اِنْتَهَى .
وَفِي اللِّسَان : السَّحَر الرِّئَة وَالْجَمْع أَسْحَار وَسُحُر وَسُحُور وَقَدْ يُحَرَّك فَيُقَال سَحَر مِثْل نَهْر وَنَهَر وَالسَّحَر أَيْضًا الْكَبِد ، وَالسَّحَر سَوَاد الْقَلْب وَنَوَاحِيه وَقِيلَ هُوَ الْقَلْب اِنْتَهَى .
وَالْمَعْنَى أَنَّ طِخْفَةَ بْن قَيْس كَانَ لَهُ ذَات الرِّئَة فَلِذَا كَانَ مُضْطَجِعًا عَلَى بَطْنه وَأَنَّ صَاحِب ذَات الرِّئَة لَا يَسْتَطِيع أَنْ يَنَام مُسْتَلْقِيًا لِأَجْلِ الْوَجَع وَاَللَّه أَعْلَم
( فَقَالَ إِنَّ هَذِهِ ضِجْعَة )
: بِكَسْرِ الضَّاد الْمُعْجَمَة . قَالَ الْقَارِي : وَلَعَلَّهُ عَلَيْهِ السَّلَام لَمْ يَتَبَيَّن لَهُ عُذْره أَوْ لِكَوْنِهِ يُمْكِن الِاضْطِجَاع عَلَى الْفَخِذَيْنِ لِدَفْعِ الْوَجَع مِنْ غَيْر مَدِّ الرِّجْلَيْنِ وَاَللَّه أَعْلَم اِنْتَهَى . وَفِي الْحَدِيث أَنَّ النَّوْم عَلَى الْبَطْن لَا يَجُوز وَأَنَّهُ ضِجْعَة الشَّيْطَان .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ ، وَلَيْسَ فِي حَدِيث أَبِي دَاوُدَ عَنْ أَبِيهِ ، وَوَقَعَ عِنْد النَّسَائِيِّ عَنْ قَيْس بْن طِهْفَةَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي ، وَعِنْد اِبْن مَاجَهْ عَنْ قَيْس بْن طِهْفَةَ مُخْتَصَرًا وَفِيهِ اِخْتِلَاف كَثِير جِدًّا .
وَقَالَ أَبُو عُمَر النَّمَرِيُّ : اُخْتُلِفَ فِيهِ اِخْتِلَافًا كَثِيرًا وَاضْطَرَبَ فِيهِ اِضْطِرَابًا شَدِيدًا ، فَقِيلَ طِهْفَةُ بِالْهَاءِ وَقِيلَ طِخْفَةُ بِالْخَاءِ وَقِيلَ طِغْفَةُ بِالْغَيْنِ ، وَقِيلَ طِقْفَةُ@

الصفحة 383