كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 13)

: بِالرَّاءِ الْمُهْمَلَة ، وَفِي بَعْض النُّسَخ بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَة بَدَل الرَّاء ، وَفِي نُسْخَة الْخَطَّابِيِّ حِجًى .
فَفِي مَعَالِم السُّنَن : هَذَا الْحَرْف يُرْوَى بِكَسْرِ الْحَاء وَفَتْحهَا وَمَعْنَاهُ مَعْنَى السَّتْر وَالْحِجَاب .
فَمَنْ قَالَ بِالْكَسْرِ شَبَّهَهُ بِالْحِجَى الَّذِي هُوَ بِمَعْنَى الْعَقْل لِأَنَّ الْعَقْل يَمْنَع الْإِنْسَان مِنْ الرَّدَى وَالْفَسَاد وَالتَّعَرُّض لِلْهَلَاكِ كَمَا أَنَّ السَّتْر الَّذِي يَكُون عَلَى السَّطْح يَمْنَع الْإِنْسَان مِنْ التَّرَدِّي وَالسُّقُوط . وَمَنْ رَوَاهُ بِالْفَتْحِ ذَهَبَ إِلَى الطَّرَف وَالنَّاحِيَة وَإِحْجَاء الشَّيْء نَوَاحِيه وَاحِدهَا حِجًى مَقْصُور اِنْتَهَى مُلَخَّصًا . وَفِي جَامِع الْأُصُول الَّذِي قَرَأْته فِي كِتَاب أَبِي دَاوُدَ حِجَاب يَعْنِي بِالْبَاءِ ، وَفِي نُسْخَة أُخْرَى حِجَار ، وَمَعْنَاهُمَا ظَاهِر ، وَاَلَّذِي رَأَيْته فِي الْمَعَالِم لِلْخَطَّابِيِّ حِجًى اِنْتَهَى
( فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّة )
: قَالَ فِي فَتْح الْوَدُود : يُرِيد أَنَّهُ إِنْ مَاتَ فَلَا يُؤَاخَذ بِدَمِهِ اِنْتَهَى . وَقِيلَ إِنَّ لِكُلٍّ مِنْ النَّاس عَهْدًا مِنْ اللَّه تَعَالَى بِالْحِفْظِ وَالْكَلَامَة فَإِذَا أَلْقَى بِيَدِهِ إِلَى التَّهْلُكَة اِنْقَطَعَ عَنْهُ .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : هَكَذَا وَقَعَ فِي رِوَايَتنَا حِجَار بِرَاءٍ مُهْمَلَة بَعْد الْأَلِف ، وَتَبْوِيب صَاحِب الْكِتَاب يَدُلّ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ قَالَ غَيْر مُحَجَّر وَالْحِجَار جَمْع حِجْر بِكَسْرِ الْحَاء ، وَأَصْل الْبَاب الْمَنْع ، وَمِنْهُ حِجْر الْحَاكِم أَيْ لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْء يَسْتُرهُ وَيَمْنَعهُ مِنْ السُّقُوط ، وَيُقَال اِحْتَجَرَتْ الْأَرْض إِذَا ضَرَبْت عَلَيْهَا مَنَارًا تَمْنَعهَا بِهِ مِنْ غَيْرك ، أَوْ يَكُون مِنْ الْحُجْرَة وَهِيَ حَظِيرَة الْإِبِل وَحُجْرَة الدَّار وَهِيَ رَاجِع أَيْضًا إِلَى الْمَنْع وَرَوَاهُ الْخَطَّابِيُّ حِجًى وَذَكَرَ أَنَّهُ يُرْوَى بِكَسْرِ الْحَاء وَفَتْحهَا . وَقَالَ غَيْره فَمَنْ كَسَرَ شَبَّهَ بِالْحِجَى الَّذِي هُوَ الْعَقْل لِأَنَّ السِّتْر يَمْنَع مِنْ الْفَسَاد ، وَمَنْ فَتَحَهُ قَالَ الْحِجَى مَقْصُور الطَّرَف وَالنَّاحِيَة وَجَمْعه إِحْجَاء ، وَقَدْ رَوَى أَيْضًا حِجَاب بِالْبَاءِ اِنْتَهَى كَلَام الْمُنْذِرِيِّ .@

الصفحة 385