كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 13)

إِغْوَاءَهُ مِنْ شَيَاطِين الْإِنْس وَالْجِنّ
( وَفُكَّ رِهَانِي )
: أَيْ خَلِّصْ رَقَبَتِي عَنْ كُلّ حَقٍّ عَلَيَّ وَالرِّهَان الرَّهْن وَجَمْعه وَمَصْدَر رَاهَنَهُ وَهُوَ مَا يُوضَع وَثِيقَة لِلدَّيْنِ ، وَالْمُرَاد هَا هُنَا نَفْس الْإِنْسَان لِأَنَّهَا مَرْهُونَة بِعَمَلِهَا لِقَوْلِهِ تَعَالَى { كُلُّ اِمْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِين } وَفُكَّ الرَّهْن تَخْلِيصه مِنْ يَد الْمُرْتَهِن كَذَا فِي الْمِرْقَاة
( فِي النَّدِيّ الْأَعْلَى )
النَّدِيّ بِالْفَتْحِ ثُمَّ الْكَسْر ثُمَّ التَّشْدِيد هُوَ النَّادِي وَهُوَ الْمَجْلِس الْمُجْتَمِع ، وَالْمَعْنَى اِجْعَلْنِي مِنْ الْمُجْتَمِعِينَ فِي الْمَلَأ الْأَعْلَى مِنْ الْمَلَائِكَة . وَلَفْظ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرَك " وَاجْعَلْنِي فِي الْمَلَأ الْأَعْلَى "
( قَالَ أَبُو دَاوُدَ رَوَاهُ أَبُو هَمَّام إِلَخْ )
: قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَقَالَ أَبُو الْقَاسِم الْبَغَوِيُّ فِي مُعْجَم الصَّحَابَة أَبُو الْأَزْهَر وَلَمْ يُنْسَب ، رَوَى عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا وَلَا أَدْرِي لَهُ صُحْبَة أَمْ لَا ، وَذَكَرَ لَهُ هَذَا الْحَدِيث وَأَبُو هَمَّام الْأَهْوَازِيّ هُوَ مُحَمَّد بْن الزِّبْرِقَان ثِقَة اِحْتَجَّ بِهِ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم .
4396 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( نَمْ عَلَى خَاتِمَتهَا )
: أَيْ عَلَى خَاتِمَة هَذِهِ السُّورَة .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ مُرْسَلًا وَذَكَرَ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ طَرَفًا مِنْ الِاخْتِلَاف فِيهِ ، وَقَالَ التِّرْمِذِيّ : وَقَدْ اِضْطَرَبَ أَصْحَاب أَبِي إِسْحَاق فِي هَذَا الْحَدِيث ، وَذَكَرَ أَبُو عُمَر النَّمَرِيُّ . نَوْفَلًا هَذَا فِي كِتَاب الصَّحَابَة وَقَالَ حَدِيثه { قُلْ يَا أَيّهَا الْكَافِرُونَ } مُضْطَرِب الْإِسْنَاد لَا يَثْبُت .@

الصفحة 395