كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 13)

وَكَانَ مِنْ قَبْل يَخْتَلِف إِلَيْهِ وَكَذَا أَصْحَابه ، مِنْهُمْ عَمْرو بْن عُبَيْد وَغَيْره فَشَرَعَ وَاصِل يُقَرِّر الْقَوْل بِالْمَنْزِلَةِ بَيْن الْمَنْزِلَتَيْنِ ، وَأَنَّ صَاحِب الْكَبِيرَة لَا مُؤْمِن مُطْلَق وَلَا كَافِر مُطْلَق بَلْ هُوَ بَيْن الْمَنْزِلَتَيْنِ ، فَقَالَ الْحَسَن : اِعْتَزَلَ عَنَّا وَاصِل ، فَسُمُّوا الْمُعْتَزِلَة لِذَلِكَ .
وَقَالَتْ الْخَوَارِج بِتَكْفِيرِ مُرْتَكِبِي الْكَبَائِر فَخَرَجَ وَاصِل مِنْ الْفَرِيقَيْنِ . كَذَا فِي شَرْح الْقَامُوس .
4098 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( يَتَسَاءَلُونَ )
أَيْ يَسْأَل بَعْضهمْ بَعْضًا
( حَتَّى يُقَال هَذَا خَلْق اللَّه الْخَلْق فَمَنْ خَلَقَ اللَّه )
قِيلَ لَفْظ هَذَا مَعَ عَطْف بَيَانه الْمَحْذُوف وَهُوَ الْمَقُول مَفْعُول يُقَال أُقِيمَ مَقَام الْفَاعِل وَخَلْق اللَّه تَفْسِير لِهَذَا ، أَوْ بَيَان أَوْ بَدَل ، وَقِيلَ مُبْتَدَأ حُذِفَ خَبَره أَيْ هَذَا الْقَوْل أَوْ قَوْلك هَذَا خَلْق اللَّه الْخَلْق مَعْلُوم مَشْهُور فَمَنْ خَلَقَ اللَّه ، وَالْجُمْلَة أُقِيمَتْ مَقَام فَاعِل يُقَال
( فَمَنْ وَجَدَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا )
إِشَارَة إِلَى الْقَوْل الْمَذْكُور
( فَلْيَقُلْ آمَنْت بِاَللَّهِ )
وَفِي رِوَايَة لِلشَّيْخَيْنِ فَلْيَقُلْ " آمَنْت بِاَللَّهِ وَرَسُوله " .
قَالَ النَّوَوِيّ : مَعْنَاهُ الْإِعْرَاض عَنْ هَذَا الْخَاطِر الْبَاطِل وَالِالْتِجَاء إِلَى اللَّه تَعَالَى فِي إِذْهَابه اِنْتَهَى . وَقَالَ الْقَارِي : أَيْ آمَنْت بِاَلَّذِي قَالَ اللَّه وَرُسُله مِنْ وَصْفه تَعَالَى بِالتَّوْحِيدِ وَالْقِدَم .
وَقَوْله سُبْحَانه وَإِجْمَاع الرُّسُل هُوَ الصِّدْق وَالْحَقّ فَمَاذَا بَعْد الْحَقّ إِلَّا الضَّلَال قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم.@

الصفحة 4