كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 13)

4408 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( وَأَنَا عَلَى عَهْدك وَوَعْدك )
: أَيْ أَنَا مُقِيم عَلَى الْوَفَاء بِعَهْدِ الْمِيثَاق ، وَأَنَا مُوقِن بِوَعْدِك يَوْم الْحَشْر وَالتَّلَاقِ
( مَا اِسْتَطَعْت )
: أَيْ بِقَدْرِ طَاقَتِي .
وَفِي فَتْح الْبَارِي قَالَ الْخَطَّابِيُّ : يُرِيد أَنَا عَلَى مَا عَاهَدْتُك عَلَيْهِ وَوَاعَدْتُك مِنْ الْإِيمَان بِك وَإِخْلَاص الطَّاعَة لَك مَا اِسْتَطَعْت . وَفِيهِ أَيْضًا وَاشْتِرَاط الِاسْتِطَاعَة فِي ذَلِكَ مَعْنَاهُ الِاعْتِرَاف بِالْعَجْزِ وَالْقُصُور عَنْ كُنْه الْوَاجِب مِنْ حَقِّهِ تَعَالَى
( أَبُوء بِنِعْمَتِك )
: أَيْ أَعْتَرِف بِهَا وَأُقِرّ وَأَلْتَزِم ، وَأَصْله الْبَوَاء وَمَعْنَاهُ اللُّزُوم
( وَأَبُوء بِذَنْبِي )
: أَيْ أَعْتَرِف أَيْضًا .
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : مَعْنَاهُ الْإِقْرَار بِهِ أَيْضًا كَالْأَوَّلِ وَلَكِنْ فِيهِ مَعْنًى لَيْسَ فِي الْأَوَّل تَقُول الْعَرَب بَاءَ فُلَان بِذَنْبِهِ إِذَا اِحْتَمَلَهُ كُرْهًا لَا يَسْتَطِيع دَفْعه عَنْ نَفْسه .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ مِنْ حَدِيث عَبْد اللَّه بْن بُرَيْدَةَ عَنْ بُشَيْر بْن كَعْب عَنْ شَدَّاد بْن أَوْس بِنَحْوِهِ وَقَالَ فِيهِ سَيِّد الِاسْتِغْفَار . وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ مِنْ حَدِيث عُثْمَان بْن رَبِيعَة عَنْ شَدَّاد بْن أَوْس وَقَالَ حَسَن غَرِيب مِنْ هَذَا الْوَجْه .@

الصفحة 409