كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 13)
مَلَكَيْنِ وَلَا تَعَارُض فِي ذَلِكَ بَلْ كُلّ ذَلِكَ صَحِيح الْمَعْنَى بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْأَشْخَاص فَرُبَّ شَخْص يَأْتِيَانِهِ جَمِيعًا وَيَسْأَلَانِهِ جَمِيعًا فِي حَال وَاحِد عِنْد اِنْصِرَاف النَّاس عَنْهُ لِيَكُونَ السُّؤَال أَهْوَل وَالْفِتْنَة فِي حَقّه أَشَدّ وَأَعْظَم ، وَذَلِكَ بِحَسَبِ مَا اِقْتَرَفَ مِنْ الْآثَام وَاجْتَرَحَ مِنْ سَيِّئ الْأَعْمَال ، وَآخَر يَأْتِيَانِهِ قَبْل اِنْصِرَاف النَّاس عَنْهُ ، وَآخَر يَأْتِيه أَحَدهمَا عَلَى الِانْفِرَاد فَيَكُون ذَلِكَ أَخَفّ فِي السُّؤَال لِمَا عَمِلَهُ مِنْ صَالِح الْأَعْمَال ، كَذَا فِي مِرْقَاة الصُّعُود
( فَإِنْ اللَّه تَعَالَى )
إِنَّ شَرْطِيَّة
( هَدَاهُ )
أَيْ فِي الدُّنْيَا أَوْ فِي تِلْكَ الْحَالَة
( قَالَ كُنْت أَعْبُد اللَّه )
جَزَاء الشَّرْط
( مَا كُنْت تَقُول فِي هَذَا الرَّجُل )
عَبَّرَ بِذَلِكَ اِمْتِحَانًا لِئَلَّا يَتَلَقَّن تَعْظِيمه مِنْ عِبَارَة الْقَائِل ، قِيلَ يُكْشَف لِلْمَيِّتِ حَتَّى يَرَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ بُشْرَى عَظِيمَة لِلْمُؤْمِنِ إِنْ صَحَّ ذَلِكَ وَلَا نَعْلَم حَدِيثًا صَحِيحًا مَرْوِيًّا فِي ذَلِكَ ، وَالْقَائِل بِهِ إِنَّمَا اِسْتَنَدَ لِمُجَرَّدِ أَنَّ الْإِشَارَة لَا تَكُون إِلَّا لِحَاضِرٍ ، لَكِنْ يَحْتَمِل أَنْ تَكُون الْإِشَارَة لِمَا فِي الذِّهْن فَيَكُون مَجَازًا ، قَالَهُ الْقَسْطَلَّانِيُّ
( فَمَا يَسْأَل عَنْ شَيْء غَيْرهَا )
أَيْ غَيْر هَذِهِ الْخَصْلَة الْمَذْكُورَة وَفِي بَعْض النُّسَخ غَيْرهمَا
( فَيُنْطَلَق بِهِ )
بِصِيغَةِ الْمَجْهُول@
الصفحة 87