كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 14)

مِنْ نَسَب بَعِيد . وَقِيلَ أَرَادَ بِمُشَارَكَةِ الْجِنّ فِيهِمْ أَمْرهمْ إِيَّاهُمْ بِالزِّنَا وَتَحْسِينه لَهُمْ فَجَاءَ أَوْلَادهمْ مِنْ غَيْر رُشْده وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى { وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَال وَالْأَوْلَاد } اِنْتَهَى .
وَفِي فَتْح الْوَدُود : الْمُغَرِّبُونَ بِكَسْرِ الرَّاء الْمُشَدَّدَة قِيلَ أَيْ الْمُبْعَدُونَ عَنْ ذِكْر اللَّه تَعَالَى عِنْد الْوَقَاع حَتَّى شَارَكَ فِيهِمْ الشَّيْطَان ، وَقِيلَ الْمُغَرِّب مِنْ الْإِنْسَان مَنْ خُلِقَ مِنْ مَاء الْإِنْسَان وَالْجِنّ وَهَذَا مَعْنَى الْمُشَارَكَة لِأَنَّهُ دَخَلَ فِيهِ عِرْق غَرِيب أَوْ جَاءَ مِنْ نَسَب بَعِيد وَقَدْ اِنْقَطَعُوا عَنْ أُصُولهمْ وَبُعْد أَنْسَابهمْ بِمُدَاخَلَةِ مَنْ لَيْسَ مِنْ جِنْسهمْ وَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " هَلْ تُحِسّ مِنْكُنَّ اِمْرَأَة أَنَّ الْجِنّ تُجَامِعهُمَا " وَلَعَلَّهُ أَرَادَ مَا هُوَ مَعْرُوف أَنَّ بَعْض النِّسَاء يَعْشَق لَهَا بَعْض الْجِنّ وَيُجَامِعهَا اِنْتَهَى مُخْتَصَرًا .
وَقَالَ فِي الْقَامُوس : وَالْمُغَرِّبُونَ بِكَسْرِ الرَّاء الْمُشَدَّدَة فِي الْحَدِيث الَّذِينَ تُشْرَك فِيهِمْ الْجِنّ سُمُّوا بِهِ لِأَنَّهُ دَخَلَ فِيهِمْ عِرْق غَرِيب أَوْ لِمَجِيئِهِمْ مِنْ نَسَب بَعِيد اِنْتَهَى .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : أُمّ حُمَيْدٍ هَذِهِ لَمْ تُنْسَب وَلَمْ يُعْرَف لَهَا اِسْم اِنْتَهَى . وَمَقْصُود الْمُؤَلِّف مِنْ إِيرَاد الْحَدِيث فِي هَذَا الْبَاب أَنَّ الْأَذَان فِي أُذُن الْمَوْلُود لَهُ تَأْثِير عَجِيب وَأَمَان مِنْ الْجِنّ وَالشَّيْطَان كَمَا لِلدُّعَاءِ عِنْد الْوِقَاع لَهُ تَأْثِير بَلِيغ وَحِرْز مِنْ الْجِنّ وَالشَّيْطَان وَاَللَّه أَعْلَم .
4444 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( قَالَ نَصْر )
: بْن عَلِيّ فِي رِوَايَته
( اِبْن أَبِي عَرُوبَة )
: أَيْ سَعِيد بْن أَبِي عَرُوبَة@

الصفحة 11