كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 14)

: أَيْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( عَلَى سَرِيره )
: قَالَ اِبْن الْمَلَك : قَدْ يُعَبَّر بِالسَّرِيرِ عَنْ الْمُلْك وَالنِّعْمَة فَالسَّرِير هُنَا يَجُوز أَنْ يَكُون الْمُرَاد بِهِ مُلْكُ النُّبُوَّةِ وَنِعْمَتُهَا ، وَقِيلَ هُوَ السَّرِيرُ مِنْ جَرِيدِ النَّخْلِ يَتَّخِذُهُ كُلّ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَأَهْل مِصْرَ لِلنَّوْمِ فِيهِ وَتَوَقِّيًا مِنْ الْهَوَامِّ اِنْتَهَى .
قَالَ الْقَارِي : وَالْمُعْتَمَد مَا قِيلَ كَمَا لَا يَخْفَى
( فَالْتَزَمَنِي )
: أَيْ عَانَقَنِي
( فَكَانَتْ تِلْكَ )
: أَيْ تِلْكَ الْفَعْلَة وَهِيَ اِلْتِزَامُهُ قَالَهُ فِي فَتْحِ الْوَدُودِ . وَقِيلَ أَيْ الِالْتِزَام لِأَنَّ الْمَصْدَر يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ
( أَجْوَد )
: أَيْ مِنْ الْمُصَافَحَة فِي إِفَاضَةِ الرُّوحِ وَالرَّاحَةِ أَوْ أَحْسَنُ مِنْ كُلّ شَيْء ، وَيَنْصُرهُ عَدَم ذِكْرِ مُتَعَلِّق أَفْعَلَ لِيَعُمَّ ، وَيُؤَيِّدُهُ تَأْكِيدُهُ مُكَرَّرًا بِقَوْلِهِ وَأَجْوَد كَذَا فِي الْمِرْقَاة .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : رَجُل مِنْ عَنَزَةَ مَجْهُول . وَذَكَرَ الْبُخَارِيّ هَذَا الْحَدِيث فِي تَارِيخه الْكَبِير وَقَالَ مُرْسَل اِنْتَهَى . وَأَخْرَجَ أَحْمَد فِي مُسْنَده مِنْ طَرِيق بِشْر بْن الْمُفَضَّل عَنْ خَالِد بْن ذَكْوَانَ حَدَّثَنِي أَيُّوب بْن بُشَيْر عَنْ فُلَان الْعَنَزِيّ وَفِيهِ " فَقُلْت يَا أَبَا ذَرّ إِنِّي سَائِلُك عَنْ بَعْض أَمْر رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنْ كَانَ سِرًّا مِنْ سِرِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ أُحَدِّثْك قُلْت لَيْسَ بِسِرٍّ وَلَكِنْ كَانَ إِذَا لَقِيَ الرَّجُل يَأْخُذ بِيَدِهِ يُصَافِحُهُ قَالَ عَلَى الْخَبِيرِ سَقَطْت لَمْ يَلْقَنِي قَطُّ إِلَّا أَخْذ بِيَدِي غَيْرَ مَرَّةً وَاحِدَة وَكَانَتْ تِلْكَ آخِرَهُنَّ أَرْسَلَ إِلَيَّ فَأَتَيْته فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ فَوَجَدْته مُضْطَجِعًا فَأَكْبَبْت عَلَيْهِ فَرَفَعَ يَده فَالْتَزَمَنِي " .@

الصفحة 124