كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 14)
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
قَدْ أَوْرَدَ الْمُؤَلِّف فِي هَذَا الْبَاب حَدِيثَيْنِ دَالَّيْنِ عَلَى جَوَاز الْقِيَام ثُمَّ تَرْجَمَ بَعْدَ عِدَّةِ أَبْوَابٍ بِلَفْظِ بَاب الرَّجُل يَقُوم لِلرَّجُلِ يُعَظِّمُهُ بِذَلِكَ وَأَوْرَدَ فِيهِ حَدِيثَيْنِ يَدُلَّانِ عَلَى النَّهْي عَنْ الْقِيَام ، فَكَأَنَّهُ أَرَادَ بِصَنِيعِهِ هَذَا الْجَمْع بَيْن الْأَحَادِيث الْمُخْتَلِفَة فِي جَوَاز الْقِيَام وَعَدَمه بِأَنَّ الْقِيَام إِذَا كَانَ لِلتَّعْظِيمِ مِثْل صَنِيع الْأَعَاجِم فَهُوَ مَنْهِيٌّ عَنْهُ ، وَإِذَا كَانَ لِأَجْلِ الْعِلْم وَالْفَضْل وَالصَّلَاح وَالشَّرَف وَالْوُدّ وَالْمَحَبَّة فَهُوَ جَائِزٌ .
وَقَالَ النَّوَوِيّ فِي الْأَذْكَار : وَأَمَّا إِكْرَامُ الدَّاخِلِ بِالْقِيَامِ فَاَلَّذِي نَخْتَارهُ أَنَّهُ مُسْتَحَبٌّ لِمَنْ كَانَ فِيهِ فَضِيلَةٌ ظَاهِرَةٌ مِنْ عِلْمٍ أَوْ صَلَاحٍ أَوْ شَرَفٍ أَوْ وِلَايَةٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ ، وَيَكُون هَذَا الْقِيَام لِلْبِرِّ وَالْإِكْرَام وَالِاحْتِرَام لَا لِلرِّيَاءِ وَالْإِعْظَام ، وَعَلَى هَذَا اِسْتَمَرَّ عَمَلُ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ ، وَقَدْ جَمَعْت فِي ذَلِكَ جُزْءًا جَمَعْت فِيهِ الْأَحَادِيثَ وَالْآثَارَ وَأَقْوَالَ السَّلَفِ وَأَفْعَالَهُمْ الدَّالَّةَ عَلَى مَا ذَكَرْته ، وَذَكَرْت فِيهِ مَا خَالَفَهَا ، وَأَوْضَحْت الْجَوَاب عَنْهُ ، فَمَنْ أَشْكَلَ عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ شَيْء وَرَغِبَ فِي مُطَالَعَتِهِ رَجَوْت أَنْ يَزُول إِشْكَالُهُ اِنْتَهَى كَلَامه .
قُلْت : وَقَدْ نَقَلَ تِلْكَ الرِّسَالَةَ الشَّيْخُ اِبْنُ الْحَاجِّ فِي كِتَابِهِ الْمَدْخَل ، وَتَعَقَّبَ عَلَى كُلِّ مَا اِسْتَدَلَّ بِهِ النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ اللَّه وَرَدَّ كَلَامَهُ ، فَعَلَيْك بِمُطَالَعَةِ الْمَدْخَل وَفَتْح الْبَارِي .
4539 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( أَنَّ أَهْل قُرَيْظَةَ )
: بِالتَّصْغِيرِ وَهُمْ جَمَاعَةٌ مِنْ الْيَهُودِ
( عَلَى حُكْمِ سَعْدٍ )
: أَيْ@
الصفحة 125