كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 14)

وَكَذَا أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ فِي الْأَدَب الْمُفْرَد فِي التَّرْجَمَة . قَالَ لِلطَّبَرَانِيِّ : فِي هَذِهِ الْأَحَادِيث دَلِيلٌ عَلَى جَوَازِ قَوْلِ ذَلِكَ اِنْتَهَى .
4549 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( فَقُلْت لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ )
: يَجِيء مَعْنَاهُ فِي بَاب الرَّجُل يُنَادِي الرَّجُل فَيَقُول لَبَّيْكَ
( وَأَنَا فِدَاك )
: وَفِي بَعْض النُّسَخ فِدَاؤُك ، وَفِي نُسْخَة الْمُنْذِرِيِّ جَعَلَنِي اللَّه فِدَاك مَكَان وَأَنَا فِدَاك . قَالَ فِي مَجْمَع الْبِحَار بِكَسْرِ فَاءٍ وَفَتْحِهَا مَدًّا وَقَصْرًا ، وَقَالَ الْحَافِظ فِي فَتْح الْبَارِي تَحْت قَوْله فَاغْفِرْ فِدًى لَك مَا اِقْتَفَيْنَا . قَالَ الْمَازَرِيُّ : لَا يُقَالُ اللَّهُ فِدَاءً لَك لِأَنَّهَا كَلِمَةٌ تُسْتَعْمَلُ عِنْد تَوَقُّع مَكْرُوهٍ لِشَخْصٍ فَيُخْتَارُ شَخْصٌ آخَرُ أَنْ يَحِلَّ بِهِ دُونَ ذَلِكَ الْآخَر وَيَفْدِيهِ ، فَهُوَ إِمَّا مَجَازٌ عَنْ الرِّضَا كَأَنَّهُ قَالَ نَفْسِي مَبْذُولَةٌ لِرِضَاك ، أَوْ هَذِهِ الْكَلِمَة وَقَعَتْ خِطَابًا لِسَامِعِ الْكَلَامِ اِنْتَهَى . وَفِي الْحَدِيث دَلِيلُ جَوَازِ قَوْلِ جَعَلَنِي اللَّه فِدَاك أَوْ أَنَا فِدَاؤُك . وَالْحَدِيث سَكَتَ عَنْهُ الْمُنْذِرِيُّ .
4550 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( عَنْ قَتَادَةَ أَوْ غَيْره )
: شَكٌّ مِنْ الرَّاوِي
( أَنْعَمَ اللَّهُ بِك عَيْنًا )
: أَيْ أَقَرَّ بِك عَيْنَ مَنْ تُحِبُّهُ أَوْ أَقَرَّ عَيْنَك بِمَنْ تُحِبُّهُ كَذَا فِي الْقَامُوس .
قَالَ فِي الْمِرْقَاة : أَنْعَمَ اللَّهُ بِك عَيْنًا الْبَاءُ زَائِدَةٌ لِتَأْكِيدِ التَّعَدِّيَة ، وَالْمَعْنَى أَقَرَّ اللَّه عَيْنك بِمَنْ تُحِبُّهُ ، وَعَيْنًا تَمْيِيز مِنْ الْمَفْعُول أَوْ بِمَا تُحِبُّهُ مِنْ النِّعْمَة ، وَيَجُوز كَوْنه مِنْ أَنْعَمَ الرَّجُل إِذَا دَخَلَ فِي النَّعِيم ، فَالْبَاء لِلتَّعَدِّيَةِ وَقِيلَ الْبَاء لِلسَّبَبِيَّةِ أَيْ @

الصفحة 139