كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 14)

صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِنْتَهَى
{ فَإِنْ كُنْت }
: أَيْ يَا مُحَمَّد
{ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْك }
مِنْ الْقَصَص فَرْضًا
{ فَاسْأَلْ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَاب }
: أَيْ التَّوْرَاة فَإِنَّهُ ثَابِت عِنْدهمْ يُخْبِرُونَك بِصِدْقِهِ . قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا أَشُكّ وَلَا أَسْأَل كَذَا فِي تَفْسِير الْجَلَالَيْنِ ، وَفِي مَعَالِم التَّنْزِيل : قَوْله تَعَالَى { فَإِنْ كُنْت فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْك } يَعْنِي الْقُرْآن فَاسْأَلْ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَاب مِنْ قَبْلك فَيُخْبِرُونَك أَنَّك مَكْتُوب عِنْدهمْ فِي التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل قِيلَ هَذَا خِطَاب لِلرَّسُولِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُرَاد بِهِ غَيْره عَلَى عَادَة الْعَرَب فَإِنَّهُمْ يُخَاطِبُونَ الرَّجُل وَيُرِيدُونَ بِهِ غَيْره كَقَوْلِهِ تَعَالَى { يَا أَيّهَا النَّبِيّ اِتَّقِ اللَّه } خَاطَبَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَرَادَ بِهِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَقِيلَ كَانَ النَّاس عَلَى عَهْد النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْن مُصَدِّق وَمُكَذِّب وَشَاكِّ فَهَذَا الْخِطَاب مَعَ أَهْل الشَّكِّ وَمَعْنَاهُ إِنْ كُنْت يَا أَيّهَا الْإِنْسَان فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْك مِنْ الْهُدَى عَلَى لِسَان رَسُولنَا مُحَمَّد فَاسْأَلْ الَّذِينَ إِلَخْ اِنْتَهَى مُخْتَصَرًا .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : أَبُو زُمَيْل هُوَ سِمَاك بْن الْوَلِيد الْحَنَفِيّ وَقَدْ اِحْتَجَّ بِهِ مُسْلِم .
4447 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( جَاءَهُ )
: أَيْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( أُنَاس مِنْ أَصْحَابه )
: أَيْ جَمَاعَة مِنْهُمْ
( نَجِد فِي أَنْفُسنَا الشَّيْء )
: أَيْ الْقَبِيح
( نَعْظُم أَنْ نَتَكَلَّم بِهِ )
: مِنْ الْإِعْظَام أَيْ نَجِد@

الصفحة 14