كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 14)

أَنْعَمَ اللَّه بِسَبَبِك عَيْنًا أَيْ عَيْن مَنْ يُحِبُّك اِنْتَهَى
( وَأَنْعَمَ )
: قَالَ الْقَارِي فِي الْمِرْقَاة بِقَطْعِ هَمْزٍ وَكَسْرِ عَيْنٍ ، وَفِي نُسْخَةٍ بِهَمْزِ وَصْلٍ وَفَتْحِ عَيْنٍ مِنْ النُّعُومَةِ
( صَبَاحًا )
: تَمْيِيز أَوْ ظَرْف ، أَيْ طَابَ عَيْشُك فِي الصَّبَاحِ
( فَلَمَّا كَانَ الْإِسْلَامُ )
: أَيْ وُجِدَ
( نُهِينَا )
: بِصِيغَةِ الْمَجْهُول
( قَالَ مَعْمَرٌ يُكْرَهُ أَنْ يَقُول الرَّجُل إِلَخْ )
: قَالَ فِي فَتْح الْوَدُود مَا حَاصِله : إِنَّ الظَّاهِر أَنَّ مَبْنَى النَّهْي عَلَى أَنَّهُ مِنْ تَحِيَّة الْجَاهِلِيَّة ، وَلَكِنْ كَانَ الْمَشْهُور عِنْد أَهْل الْجَاهِلِيَّة أَنْعَمَ اللَّه بِك عَيْنًا ، فَإِذَا تَغَيَّرَ ذَلِكَ مَا بَقِيَ لَهُ حُكْم تَحِيَّة الْجَاهِلِيَّةِ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ اِنْتَهَى .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : هَذَا مُنْقَطِعٌ ، قَتَادَةُ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عِمْرَانَ بْن حُصَيْنٍ اِنْتَهَى .
وَقَالَ الْإِمَام اِبْن الْأَثِير فِي النِّهَايَة : وَفِي حَدِيث مُطَرِّفٍ لَا تَقُلْ نَعِمَ اللَّه بِك عَيْنًا فَإِنَّ اللَّه لَا يَنْعَم بِأَحَدٍ عَيْنًا وَلَكِنْ قُلْ أَنْعَمَ اللَّهُ بِك عَيْنًا . قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ : الَّذِي مُنِعَ مِنْهُ مُطَرِّف صَحِيحٌ فَصِيحٌ فِي كَلَامِهِمْ ، وَعَيْنًا نُصِبَ عَلَى التَّمْيِيز مِنْ الْكَاف وَالْبَاء لِلتَّعَدِّيَةِ ، وَالْمَعْنَى نَعِمَك اللَّه عَيْنًا أَيْ نَعِمَ عَيْنَك وَأَقَرَّهَا ، وَقَدْ يَحْذِفُونَ الْجَارّ وَيُوصِلُونَ الْفِعْل فَيَقُولُونَ نَعِمَك اللَّهُ عَيْنًا ، وَأَمَّا أَنْعَمَ اللَّهُ بِك عَيْنًا فَالْبَاء فِيهِ زَائِدَةٌ لِأَنَّ الْهَمْزَةَ كَافِيَةٌ فِي التَّعَدِّيَةِ تَقُول نَعِمَ زَيْدٌ عَيْنًا وَأَنْعَمَهُ اللَّه عَيْنًا ، وَيَجُوز أَنْ يَكُون مِنْ أَنْعَمَ إِذَا دَخَلَ فِي النَّعِيم فَيَتَعَدَّى بِالْبَاءِ . قَالَ وَلَعَلَّ مُطَرِّفًا خُيِّلَ إِلَيْهِ أَنَّ اِنْتِصَاب الْمُمَيَّز فِي هَذَا الْكَلَام عَنْ الْفَاعِل فَاسْتَعْظَمَهُ تَعَالَى اللَّه أَنْ يُوصَفَ بِالْحَوَاسِّ عُلُوًّا كَبِيرًا كَمَا يَقُولُونَ نَعِمْت بِهَذَا الْأَمْر عَيْنًا وَالْبَاء لِلتَّعَدِّيَةِ ، فَحَسِبَ أَنَّ الْأَمْر فِي نَعِمَ اللَّه بِك عَيْنًا كَذَلِكَ اِنْتَهَى كَلَامُهُ .@

الصفحة 140