كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 14)

وَقَالَ فِي النِّهَايَة : لَبَّيْكَ هُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ لَبَّ بِالْمَكَانِ وَأَلَبَّ إِذَا أَقَامَ بِهِ وَأَلَبَّ عَلَى كَذَا إِذَا لَمْ يُفَارِقْهُ ، وَلَمْ يُسْتَعْمَل إِلَّا عَلَى لَفْظ التَّثْنِيَة فِي مَعْنَى التَّكْرِير أَيْ إِجَابَةً بَعْد إِجَابَةٍ وَهُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى الْمَصْدَرِ بِعَامِلٍ لَا يَظْهَرُ كَأَنَّك قُلْت أَلَبَّ إِلْبَابًا بَعْد إِلْبَابٍ ، وَقِيلَ مَعْنَاهُ اِتِّجَاهِي وَقَصْدِي يَا رَبّ إِلَيْك مِنْ قَوْلِهِمْ دَارِي تُلِبُّ دَارَك أَيْ تُوَاجِهُهَا ، وَقِيلَ مَعْنَاهُ إِخْلَاصِي لَك مِنْ قَوْلِهِمْ حَسَبٌ لَبَابٌ إِذَا كَانَ خَالِصًا مُخْلَصًا ، وَمِنْهُ لُبُّ الطَّعَامِ وَلُبَابُهُ . وَمَعْنَى قَوْله سَعْدَيْك أَيْ سَاعَدْت طَاعَتَك مُسَاعَدَةً بَعْدَ مُسَاعَدَةٍ وَإِسْعَادًا بَعْدَ إِسْعَادٍ ، وَلِهَذَا ثُنِّيَ وَهُوَ مِنْ الْمَصَادِر الْمَنْصُوبَة بِفِعْلٍ لَا يَظْهَرُ فِي الِاسْتِعْمَالِ . قَالَ الْجَرْمِيّ : لَمْ يُسْمَعْ سَعْدَيْك مُفْرَدًا اِنْتَهَى كَلَامه
( أَسْرِجْ لِي الْفَرَسَ )
: أَيْ اُشْدُدْ عَلَى الْفَرَس السَّرْجَ وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ زين : قَالَ فِي الْقَامُوس : أَسْرَجْتهَا شَدَدْت عَلَيْهَا السَّرْج
( دَفَّتَاهُ )
: أَيْ جَانِبَاهُ .
قَالَ فِي الْقَامُوس : الدَّفُّ بِالْفَتْحِ الْجَنْبُ مِنْ كُلّ شَيْء أَوْ صَفْحَتُهُ كَالدَّفَّةِ
( مِنْ لِيفٍ )
: بِالْكَسْرِ هُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ بوست درخت خرما
( لَيْسَ فِيهِمَا )
: أَيْ فِي الدَّفَّتَيْنِ ، وَفِي بَعْض النُّسَخ لَيْسَ فِيهِ فَالضَّمِير لِلسَّرْجِ
( أَشَرٌ وَلَا بَطَرٌ )
: كِلَاهُمَا بِفَتْحَتَيْنِ وَمَعْنَاهُمَا وَاحِدٌ وَهُوَ شِدَّةُ النَّشَاطِ وَقِلَّةُ اِحْتِمَالِ النِّعْمَةِ وَالطُّغْيَانُ بِالنِّعْمَةِ . قَالَ فِي الْمِصْبَاح : أَشِرَ أَشَرًا فَهُوَ أَشِرٌ مِنْ بَاب تَعِبَ بَطِرَ وَكَفَرَ النِّعْمَة فَلَمْ يَشْكُرْهَا وَبَطِرَ بَطَرًا فَهُوَ بَطِرٌ مِنْ بَاب تَعِبَ بِمَعْنَى أَشِرَ أَشَرًا اِنْتَهَى .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : أَبُو عَبْد الرَّحْمَن الْقُرَشِيّ الْفِهْرِيُّ لَهُ صُحْبَةٌ قِيلَ اِسْمه عَبْد ، وَقِيلَ يَزِيد اِبْن أُنَيْس وَقِيلَ كُرْز بْن ثَعْلَبَة وَقِيلَ إِنَّهُ لَمْ يَرْوِ عَنْهُ إِلَّا أَبُو هَمَّام @

الصفحة 147