كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 14)

التَّكَلُّم بِهِ عَظِيمًا لِغَايَةِ قُبْحه وَالْمَعْنَى نَجِد فِي أَنْفُسنَا الشَّيْء الْقَبِيح نَحْو مَنْ خَلَقَ اللَّه وَكَيْف هُوَ وَمِنْ أَيّ شَيْء هُوَ وَنَحْو ذَلِكَ مِمَّا يَتَعَاظَم النُّطْق بِهِ فَمَا حُكْم جَرَيَان ذَلِكَ فِي خَوَاطِرنَا
( أَوْ الْكَلَام بِهِ )
: شَكٌّ مِنْ الرَّاوِي
( مَا نُحِبّ أَنَّ لَنَا )
: كَذَا وَكَذَا مِنْ الْمَال
( وَأَنَّا تَكَلَّمْنَا )
: بِصِيغَةِ الْمُتَكَلِّم مِنْ بَاب التَّفَعُّل
( بِهِ )
: أَيْ بِالشَّيْءِ الْقَبِيح الَّذِي يَخْطِر فِي قُلُوبنَا
( قَالَ أَوَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ )
: الْهَمْزَة لِلِاسْتِفْهَامِ التَّقْرِيرِيّ وَالْوَاو الْمَقْرُونَة بِهَا لِلْعَطْفِ عَلَى مُقَدَّر أَيْ اُحْصُلْ ذَلِكَ وَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ ، وَالضَّمِير لِلشَّيْءِ
( قَالَ ذَاكَ صَرِيح الْإِيمَان )
مَعْنَاهُ أَنَّ صَرِيح الْإِيمَان هُوَ الَّذِي يَمْنَعكُمْ مِنْ قَبُول مَا يُلْقِيه الشَّيْطَان فِي أَنْفُسكُمْ وَالتَّصْدِيق بِهِ حَتَّى يَصِير ذَلِكَ وَسْوَسَة لَا يَتَمَكَّن مِنْ قُلُوبكُمْ وَلَا تَطْمَئِنّ إِلَيْهِ نُفُوسكُمْ ، وَلَيْسَ مَعْنَاهُ أَنَّ الْوَسْوَسَة نَفْسهَا صَرِيح الْإِيمَان وَذَلِكَ أَنَّهَا إِنَّمَا تَتَوَلَّد مِنْ فِعْل الشَّيْطَان وَتَسْوِيله فَكَيْف يَكُون إِيمَانًا صَرِيحًا .
وَقَدْ رُوِيَ فِي حَدِيث آخَر أَنَّهُمْ لَمَّا شَكَوْا إِلَيْهِ ذَلِكَ قَالَ الْحَمْد لِلَّهِ الَّذِي رَدَّ كَيْده إِلَى الْوَسْوَسَة قَالَهُ الْخَطَّابِيُّ فِي الْمَعَالِم .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالنَّسَائِيُّ .
4448 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( يُعَرِّض بِالشَّيْءِ )
: أَيْ الْقَبِيح
( لَأَنْ يَكُون حُمَمَة )
: بِضَمٍّ فَفَتْح أَيْ فَحْمًا
( مِنْ أَنْ يَتَكَلَّم بِهِ )
: أَيْ بِذَلِكَ الشَّيْء
( رَدَّ كَيْده )
: الضَّمِير لِلشَّيْطَانِ وَإِنْ لَمْ يَجْرِ ذِكْره@

الصفحة 15