كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 14)

السِّين وَفَتْح الْمِيم أَيْ عِظَامُ الْأَصَابِعِ وَالْمُرَاد بِهَا الْعِظَام كُلّهَا .
قَالَ فِي النِّهَايَة : السُّلَامَى جَمْع السُّلَامِيَة وَهِيَ الْأُنْمُلَة مِنْ أَنَامِل الْأَصَابِع وَقِيلَ وَاحِدُهُ وَجَمْعُهُ سَوَاءٌ وَيُجْمَعُ عَلَى سُلَامَيَاتٍ ، وَهِيَ الَّتِي بَيْن كُلّ مَفْصِلَيْنِ مِنْ أَصَابِع الْإِنْسَان اِنْتَهَى .
قَالَ الطِّيبِيُّ : اِسْم يُصْبِح إِمَّا صَدَقَة أَيْ تُصْبِح الصَّدَقَة وَاجِبَة عَلَى كُلّ سُلَامَى وَإِمَّا مِنْ اِبْن آدَم عَلَى تَجْوِيز زِيَادَة مِنْ وَالظَّرْف خَبَره وَصَدَقَة فَاعِل الظَّرْف أَيْ يُصْبِح اِبْن آدَم وَاجِبًا عَلَى كُلّ مَفْصِلٍ مِنْهُ صَدَقَةٌ ، وَإِمَّا ضَمِير الشَّأْن ، وَالْجُمْلَة الِاسْمِيَّة بَعْدهَا مُفَسِّرَةٌ لَهُ .
قَالَ الْقَاضِي يَعْنِي أَنَّ كُلّ عَظْمٍ مِنْ عِظَامِ اِبْنِ آدَمَ يُصْبِح سَلِيمًا عَنْ الْآفَات بَاقِيًا عَلَى الْهَيْئَة الَّتِي تَتِمُّ بِهَا مَنَافِعه فَعَلَيْهِ صَدَقَةٌ شُكْرًا لِمَنْ صَوَّرَهُ وَوَقَاهُ عَمَّا يُغَيِّرُهُ وَيُؤْذِيهِ
( عَنْ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ )
: قَالَ الْقَاضِي عِيَاض : يَحْتَمِل تَسْمِيَة هَذِهِ الْأَشْيَاء صَدَقَة أَنَّ لَهَا أَجْرًا كَمَا لِلصَّدَقَةِ أَجْر وَأَنَّ هَذِهِ الطَّاعَات تُمَاثِلُ الصَّدَقَات فِي الْأُجُور ، وَسَمَّاهَا صَدَقَة عَلَى طَرِيق الْمُقَابَلَة وَتَجْنِيس الْكَلَام ، وَقِيلَ مَعْنَاهُ أَنَّهُ صَدَقَةٌ عَلَى نَفْسِهِ
( وَبُضْعَتُهُ )
: أَيْ جِمَاعُهُ .
فِي الْمِصْبَاح : الْبُضْع بِالضَّمِّ جَمْعُهُ أَبْضَاعٌ مِثْل قُفْل وَأَقْفَال يُطْلَق عَلَى الْفَرْج وَالْجِمَاع
( يَأْتِي )
: أَيْ أَحَدُنَا
( قَالَ )
: النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( أَرَأَيْت )
: أَيْ أَخْبِرْنِي@

الصفحة 157