كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 14)

وَسَط الْحَدِيث وَلَمْ يَذْكُر فِي أَوَّل الْحَدِيث أَيْ بَعْد أَبِي ذَرّ فَرَوَى الْحَدِيث عَنْ أَبِي ذَرّ بِصُورَةِ الْمَوْقُوف ، ثُمَّ ذَكَرَ لَفْظ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَسَط الْحَدِيث وَجَعَلَهُ مَرْفُوعًا وَاَللَّهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ .
وَيُؤَيِّد الْمَعْنَى الْأَوَّل الَّذِي نُقِلَ عَنْ شَيْخِ شَيْخِنَا الدِّهْلَوِيّ مَا أَخْرَجَهُ أَحْمَد فِي مُسْنَده مِنْ طَرِيق مَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ حَدَّثَنَا وَاصِلٌ مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ عَنْ يَحْيَى بْن عُقَيْل عَنْ يَحْيَى بْن يَعْمُرَ عَنْ أَبِي الْأَسْوَد الدِّيلِيّ عَنْ أَبِي ذَرّ قَالَ : " قَالُوا يَا رَسُول اللَّه ذَهَبَ أَهْل الدُّثُور بِالْأُجُورِ يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُوم وَيَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أَمْوَالهمْ . قَالَ فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَلَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللَّه لَكُمْ مَا تَصَدَّقُونَ ، إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً ، وَبِكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةً ، قَالَ قَالُوا يَا رَسُول اللَّه أَيَأْتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ يَكُون لَهُ فِيهَا أَجْرٌ ؟ قَالَ أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي الْحَرَام أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْر ، وَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلَال كَانَ لَهُ فِيهَا أَجْر . وَقَالَ وَتَهْلِيلَةٌ وَتَكْبِيرَةٌ صَدَقَةٌ ، وَأَمْرٌ بِمَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ ، وَنَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ " .
وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ مِنْ طَرِيق عَبْد الرَّزَّاق أَنْبَأَنَا سُفْيَان عَنْ الْأَعْمَش عَنْ عَمْرو بْن مُرَّة عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيّ عَنْ أَبِي ذَرّ قَالَ " قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَهَبَ أَهْل الْأَمْوَال بِالْأَجْرِ ، ، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ فِيك صَدَقَةً كَثِيرَةً فَذَكَرَ فَضْل سَمْعِك وَفَضْلَ بَصَرِك قَالَ وَفِي مُبَاضَعَتِك أَهْلَك صَدَقَةٌ ، فَقَالَ أَبُو ذَرّ أَيُؤْجَرُ أَحَدُنَا فِي شَهْوَتِهِ ؟ قَالَ أَرَأَيْت لَوْ وَضَعْته فِي غَيْر حِلٍّ أَكَانَ عَلَيْك وِزْرٌ ؟ قَالَ نَعَمْ . قَالَ أَفَتَحْتَسِبُونَ بِالشَّرِّ وَلَا تَحْتَسِبُونَ بِالْخَيْرِ " .@

الصفحة 159