كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 14)

لَيْسَ فِيهِ غَيْره وَفِيهِ نَار أَوْ مِصْبَاح أَنْ لَا يَبِيتَ حَتَّى يُطْفِئَهُ أَوْ يَجُرَّهُ بِمَا يَأْمَنُ بِهِ إِحْرَاقَهُ وَضُرَّهُ ، وَكَذَلِكَ إِنْ كَانَ فِي الْبَيْت جَمَاعَة فَالْحَقُّ عَلَيْهِمْ إِذَا أَرَادُوا النَّوْم أَنْ لَا يَنَامَ آخِرُهُمْ حَتَّى يَفْعَل مَا ذَكَرْت لِأَمْرِ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَإِنْ فَرَّطَ فِي ذَلِكَ مُفَرِّطٌ فَلَحِقَهُ ضَرَر فِي نَفْس أَوْ مَال كَانَ لِوَصِيَّةِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأُمَّتِهِ مُخَالِفًا وَلَا دِيَةَ لَهُ . اِنْتَهَى كَلَام الْمُنْذِرِيِّ . قُلْت : عَمْرو بْن طَلْحَة هُوَ عَمْرو بْن حَمَّاد بْن طَلْحَة الْكُوفِيّ أَبُو مُحَمَّد الْقَنَّاد ، رَوَى عَنْ أَسْبَاط بْن نَصْر وَمَنْدَل بْن عَلِيٍّ ، وَرَوَى عَنْهُ مُسْلِمُ فَرْدَ حَدِيثٍ . وَإِبْرَاهِيم الْجُوزَجَانِيُّ قَالَ مُطَيَّنٌ ثِقَةٌ وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ رَافِضِيٌّ ، كَذَا فِي الْخُلَاصَة . وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ الْحَاكِم وَقَالَ إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ .
4568 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( مَا سَالَمْنَاهُنَّ )
: أَيْ مَا صَالَحْنَا الْحَيَّاتِ
( مُنْذُ حَارَبْنَاهُنَّ )
: أَيْ مُنْذُ وَقَعَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُنَّ الْحَرْبُ ، فَإِنَّ الْمُحَارَبَةَ وَالْمُعَادَاةَ بَيْنَ الْحَيَّةِ وَالْإِنْسَانِ جِبِلِّيَّة لِأَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا مَجْبُولٌ عَلَى طَلَبِ قَتْلِ الْآخَر ، وَقِيلَ أَرَادَ الْعَدَاوَة الَّتِي بَيْنَهَا وَبَيْنَ آدَم عَلَيْهِ السَّلَام عَلَى مَا يُقَال إِنَّ إِبْلِيسَ قَصَدَ دُخُول الْجَنَّة فَمَنَعَهُ الْخَزَنَةُ فَأَدْخَلَتْهُ الْحَيَّةُ فِي فِيهَا فَوَسْوَسَ لِآدَم وَحَوَّاءَ حَتَّى أَكَلَا مِنْ الشَّجَرَةِ الْمَنْهِيَّةِ فَأُخْرِجَا عَنْهَا . قَالَهُ الْقَارِي
( وَمَنْ تَرَكَ شَيْئًا مِنْهُنَّ )
: أَيْ مَنْ تَرَكَ التَّعَرُّضَ لَهُنَّ
( خِيفَةً )
: أَيْ لِخَوْفِ ضَرَرٍ مِنْهَا أَوْ مِنْ صَاحِبِهَا
( فَلَيْسَ مِنَّا )
أَيْ مِنْ الْمُقْتَدِينَ بِسُنَّتِنَا الْآخِذِينَ بِطَرِيقَتِنَا@

الصفحة 163