كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 14)

وَأَبُو نُعَيْم فِي الْمَعْرِفَة وَالْبَيْهَقِيُّ مِنْ هَذَا الْوَجْه عَنْ عُبَيْد اللَّه بْن عَمْرو قَالَ حَدَّثَنِي رَجُل مِنْ أَهْل الْكُوفَة عَنْ عَبْد الْمَلِك بْن عُمَيْر بِهِ .
وَقَالَ الْمُفَضَّلُ الْعَلَائِيُّ : سَأَلْت اِبْن مَعِين عَنْ هَذَا الْحَدِيث فَقَالَ : الضَّحَّاك بْن قَيْس هَذَا لَيْسَ بِالْفِهْرِيِّ . قُلْت : أَوْرَدَهُ الْحَاكِم وَأَبُو نُعَيْم فِي تَرْجَمَة الْفِهْرِيّ . وَقَدْ اُخْتُلِفَ فِيهِ عَلَى عَبْد الْمَلِك بْن عُمَيْر ، فَقِيلَ عَنْهُ كَذَا . وَقِيلَ عَنْهُ عَنْ عَطِيَّة الْقُرَظِيِّ قَالَ : كَانَتْ بِالْمَدِينَةِ خَافِضَة يُقَال لَهَا أُمّ عَطِيَّة فَذَكَرَهُ رَوَاهُ أَبُو نُعَيْم فِي الْمَعْرِفَة . وَقِيلَ عَنْهُ عَنْ أُمّ عَطِيَّة رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي السُّنَن وَأَعَلَّهُ بِمُحَمَّدِ بْن حَسَّان فَقَالَ إِنَّهُ مَجْهُول ضَعِيف . اِنْتَهَى كَلَامه .
وَقَالَ الْمُنَاوِيُّ فِي فَتْح الْقَدِير شَرْح الْجَامِع الصَّغِير : حَدِيث " الْخِتَان سُنَّة لِلرِّجَالِ مَكْرُمَة لِلنِّسَاءِ " أَخْرَجَهُ أَحْمَد فِي مُسْنَده مِنْ حَدِيث الْحَجَّاج بْن أَرْطَاة عَنْ وَالِد أَبِي الْمَلِيح .
قَالَ الذَّهَبِيّ : وَحَجَّاج ضَعِيف لَا يُحْتَجّ بِهِ . وَأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِير عَنْ شَدَّاد بْن أَوْس ، وَعَنْ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ السُّيُوطِيُّ إِسْنَاده حَسَن . وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ ضَعِيف مُنْقَطِع وَأَقَرَّهُ الذَّهَبِيّ . وَقَالَ الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ سَنَدُهُ ضَعِيفٌ . وَقَالَ اِبْن حَجَر فِيهِ : الْحَجَّاج بْن أَرَطْأَة مُدَلِّس وَقَدْ اِضْطَرَبَ فِيهِ وَقَالَ أَبُو حَاتِم : هَذَا خَطَأ مِنْ حَجَّاج أَوْ الرَّاوِي عَنْهُ . اِنْتَهَى كَلَامه .
وَقَالَ الْمُنَاوِيُّ فِي التَّيْسِير : وَالْحَدِيث إِسْنَاده ضَعِيف خِلَافًا لِقَوْلِ السُّيُوطِيّ حَسَن ، وَقَدْ أَخْذ بِظَاهِرِهِ أَبُو حَنِيفَة وَمَالِكٌ فَقَالَا : سُنَّة مُطْلَقًا ، وَقَالَ أَحْمَد : وَاجِب لِلذَّكَرِ سُنَّةٌ لِلْأُنْثَى ، وَأَوْجَبَهُ الشَّافِعِيّ عَلَيْهِمَا . اِنْتَهَى .
وَقَالَ الْإِمَام أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن الْحَاجّ الْمَالِكِيّ فِي الْمَدْخَل : وَالسُّنَّة فِي خِتَان الذَّكَر إِظْهَاره وَفِي خِتَان النِّسَاء إِخْفَاؤُهُ ، وَاخْتُلِفَ فِي حَقِّهِنَّ هَلْ يُخْفَضْنَ مُطْلَقًا أَوْ يُفَرَّق بَيْن أَهْل الْمَشْرِق وَأَهْل الْمَغْرِب ، فَأَهْل الْمَشْرِق يُؤْمَرْنَ بِهِ لِوُجُودِ الْفَضْلَة عِنْدَهُنَّ مِنْ أَصْلِ الْخِلْقَةِ وَأَهْل الْمَغْرِب لَا يُؤْمَرْنَ بِهِ لِعَدَمِهَا عِنْدَهُنَّ . اِنْتَهَى .@

الصفحة 187