كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 14)
أَنَّ الْمُرَاد أَنَّهُ كَالْوَاحِدِ مِنْهُمْ فِي إِفْشَاء سِرّهمْ بِحَضْرَتِهِ وَنَحْو ذَلِكَ كَالنُّصْرَةِ وَالْمَوَدَّة وَالْمَشُورَة . قَالَهُ النَّوَوِيّ .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَقَدْ أَخْرَجَ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " اِبْن أُخْت الْقَوْم مِنْهُمْ " مُخْتَصَرًا وَمُطَوَّلًا .
4458 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( عَنْ أَبِي عُقْبَةَ )
: قِيلَ اِسْمه رَشِيد صَحَابِيّ كَذَا فِي الْخُلَاصَة
( وَكَانَ )
: أَيْ أَبُو عُقْبَةَ
( شَهِدْت )
: أَيْ حَضَرْت
( أُحُدًا )
: بِضَمَّتَيْنِ
( فَقُلْت خُذْهَا )
: أَيْ الضَّرْبَة أَوْ الطَّعْنَة
( وَأَنَا الْغُلَام الْفَارِسِيّ )
: بِكَسْرِ الرَّاء وَالْجُمْلَة حَال ، وَلِهَذَا عَلَى عَادَتهمْ فِي الْمُحَارَبَة أَنْ يُخْبِر الضَّارِب الْمَضْرُوب بِاسْمِهِ وَنَسَبه إِظْهَارًا بِشَجَاعَتِهِ
( فَهَلَّا قُلْت )
: أَيْ لِمَ لَا قُلْت
( خُذْهَا مِنِّي وَأَنَا الْغُلَام الْأَنْصَارِيّ )
: لِأَنَّ مَوْلَى الْقَوْم مِنْهُمْ .
قَالَ الْقَارِي : أَيْ إِذَا اِفْتَخَرْت عِنْد الضَّرْب فَانْتَسِبْ إِلَى الْأَنْصَار الَّذِينَ هَاجَرْت إِلَيْهِمْ وَنَصَرُونِي ، وَكَانَ فَارِس فِي ذَلِكَ الزَّمَان كُفَّارًا ، فَكَرِهَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الِانْتِسَاب إِلَيْهِمْ وَأَمَرَهُ بِالِانْتِسَابِ إِلَى الْأَنْصَار لِيَكُونَ مُنْتَسِبًا إِلَى أَهْل الْإِسْلَام اِنْتَهَى .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ فِي إِسْنَاده مُحَمَّد بْن إِسْحَاق ، وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَام عَلَيْهِ . وَأَبُو عُقْبَة هَذَا بَصْرِيّ مَوْلَى مِنْ بَنِي هَاشِم بْن عَبْد مَنَاف .@
الصفحة 28