كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 14)
: أَيْ يُعْطِيك مَا تَرْكَب عَلَيْهِ
( مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْر فَلَهُ مِثْل أَجْر فَاعِله )
: قَالَ النَّوَوِيّ الْمُرَاد أَنَّ لَهُ ثَوَابًا كَمَا أَنَّ لِفَاعِلِهِ ثَوَابًا ، وَلَا يَلْزَم أَنْ يَكُون قَدْر ثَوَابهمَا سَوَاء اِنْتَهَى وَذَهَبَ بَعْض الْأَئِمَّة إِلَى أَنَّ الْمَثَل الْمَذْكُور فِي هَذَا الْحَدِيث وَنَحْوه إِنَّمَا هُوَ بِغَيْرِ تَضْعِيف . وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ إِنَّهُ مَثَله سَوَاء فِي الْقَدْر وَالتَّضْعِيف لِأَنَّ الثَّوَاب عَلَى الْأَعْمَال إِنَّمَا هُوَ بِفَضْلٍ مِنْ اللَّه يَهَبهُ لِمَنْ يَشَاء عَلَى أَيّ شَيْء صَدَرَ مِنْهُ خُصُوصًا إِذَا صَحَّتْ النِّيَّة الَّتِي هِيَ أَصْل الْأَعْمَال فِي طَاعَة عَجَزَ عَنْ فِعْلهَا لِمَانِعٍ مَنَعَ مِنْهَا فَلَا بُعْد فِي مُسَاوَاة أَجْر ذَلِكَ الْعَاجِز لِأَجْرِ الْقَادِر وَالْفَاعِل أَوْ يَزِيد عَلَيْهِ كَذَا فِي السِّرَاج الْمُنِير . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ . وَأَبُو مَسْعُود اِسْمه عُقْبَة بْن عَمْرو .
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
قَالَ فِي الْقَامُوس : هَوِيَهُ كَرَضِيَهُ هَوًى أَحَبَّهُ . قَالَ الْحَافِظ اِبْن حَجَر فِيمَا رَدَّهُ عَلَى السِّرَاج الْقَزْوِينِيّ : تَرْجَمَ أَبُو دَاوُدَ لِهَذَا الْحَدِيث بَاب الْهَوَى وَأَرَادَ بِذَلِكَ شَرْح مَعْنَاهُ وَأَنَّهُ خَبَر بِمَعْنَى التَّحْذِير مِنْ اِتِّبَاع الْهَوَى فَإِنَّ الَّذِي يَسْتَرْسِل فِي اِتِّبَاع هَوَاهُ لَا يُبْصِر قُبْح مَا يَفْعَلهُ وَلَا يَسْمَع نَهْي مَنْ يَنْصَحهُ وَإِنَّمَا يَقَع ذَلِكَ لِمَنْ يُحِبّ أَحْوَال نَفْسه وَلَمْ يَتَفَقَّد عَلَيْهَا اِنْتَهَى .
وَقَالَ الْحَافِظ زَيْن الدِّين الْعِرَاقِيّ فِي شَرْح التِّرْمِذِيّ : قِيلَ يَعْمَى عَنْ عُيُوب الْمَحْبُوب وَقِيلَ عَنْ كُلّ شَيْء سِوَى الْمَحْبُوب اِنْتَهَى .@
الصفحة 38