كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 14)

4434 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( مُسْتَجْمِعًا )
: أَيْ مُبَالِغًا فِي الضَّحِك لَمْ يَتْرُك مِنْهُ شَيْئًا يُقَال اِسْتَجْمَعَ السَّيْل اِجْتَمَعَ مِنْ كُلّ مَوْضِع وَاسْتَجْمَعَتْ لِلْمَرْءِ أُمُوره اِجْتَمَعَ لَهُ مَا يُحِبّهُ ، فَعَلَى هَذَا قَوْله ضَاحِكًا مَنْصُوب عَلَى التَّمْيِيز أَيْ مَا رَأَيْته مُسْتَجْمِعًا مِنْ جِهَة الضَّحِك بِحَيْثُ يَضْحَك ضَحِكًا تَامًّا مُقْبِلًا بِكُلِّيَّتِهِ عَلَى الضَّحِك
( لَهَوَاته )
: بِفَتْحِ اللَّام وَالْهَاء جَمْع لَهَاة وَهِيَ اللَّحْمَة الَّتِي بِأَعْلَى الْحَنْجَرَة مِنْ أَقْصَى الْفَم كَذَا فِي الْفَتْح وَفِي الْمِرْقَاة وَهِيَ لَحْمَة مُشْرِفَة عَلَى الْحَلْق ، وَقِيلَ هِيَ قَعْر الْفَم قَرِيب مِنْ أَصْل اللِّسَان اِنْتَهَى .
( غَيْمًا )
: أَيْ سَحَابًا
( عُرِفَ )
: بِصِيغَةِ الْمَجْهُول
( عُرِفَتْ فِي وَجْهك الْكَرَاهِيَة )
: بِتَخْفِيفِ الْيَاء بِمَعْنَى الْكَرَاهَة
( مَا يُؤَمِّننِي )
: بِنُونَيْنِ أَيْ مَا يَجْعَلنِي آمِنًا ، وَفِي بَعْض النُّسَخ يُؤْمِنِّي بِوَاو سَاكِنَة وَنُون مُشَدَّدَة وَهَكَذَا فِي بَعْض رِوَايَات الْبُخَارِيّ
( قَدْ عُذِّبَ قَوْم بِالرِّيحِ )
: هُمْ عَاد قَوْم هُود حَيْثُ أُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرَر
( وَقَدْ رَأَى قَوْم الْعَذَاب فَقَالُوا هَذَا عَارِض )
: الْعَارِض السَّحَاب الَّذِي يَعْتَرِض فِي أُفُق السَّمَاء
( مُمْطِرنَا )
: أَيْ مُمْطِر إِيَّانَا .
قَالَ الْقَسْطَلَانِيّ مَا مُحَصَّله : إِنَّهُ قَدْ تَقَرَّرَ أَنَّ النَّكِرَة إِذَا أُعِيدَتْ نَكِرَة كَانَتْ غَيْر الْأُولَى لَكِنَّ ظَاهِر آيَة الْبَاب أَنَّ الْمُعَذَّبِينَ بِالرِّيحِ هُمْ الَّذِينَ قَالُوا هَذَا عَارِض وَالْجَوَاب أَنَّ الْقَاعِدَة الْمَذْكُورَة إِنَّمَا تَطَّرِد إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي السِّيَاق قَرِينَة @

الصفحة 4