كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 14)

قَالَ فِي الْإِصَابَة : بَكْر بْن الْحَارِث الْأَنْمَارِيّ أَبُو مَنْفَعَة ذَكَرَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن شَاهِين فِي الصَّحَابَة وَأَبُو بَكْر بْن عِيسَى الْبَغْدَادِيّ فِيمَنْ نَزَلَ حِمْص مِنْ الصَّحَابَة ، وَذَكَرَهُ اِبْن قَانِع فَسَمَّاهُ أَيْضًا بَكْر بْن الْحَارِث ، ثُمَّ أَخْرَجَ حَدِيثه مِنْ طَرِيق كُلَيْب بْن مَنْفَعَة عَنْ جَدّه أَنَّهُ قَالَ يَا رَسُول اللَّه مَنْ أَبَرُّ ؟ قَالَ أُمّك اِنْتَهَى
( وَمَوْلَاك )
: أَيْ قَرِيبك أَيْ ذَا الْقُرْبَى مِنْك ، فَإِنَّ أَحَد مَعَانِي الْمَوْلَى الْقَرِيب أَيْضًا وَهُوَ الْمُرَاد هَهُنَا بِدَلِيلِ ثَالِث أَحَادِيث الْبَاب الَّذِي تَقَدَّمَ وَهُوَ حَدِيث بَهْز بْن حَكِيم عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدّه وَفِيهِ ثُمَّ الْأَقْرَب فَالْأَقْرَب .
وَبِدَلِيلِ حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة الْمُتَّفَق عَلَيْهِ قَالَ : قَالَ رَجُل يَا رَسُول اللَّه مَنْ أَحَقُّ بِحُسْنِ صَحَابَتِي ؟ قَالَ أُمّك ، قَالَ ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ أُمّك ، قَالَ ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ أُمّك ؛ قَالَ ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ أَبُوك .
وَفِي رِوَايَة قَالَ " أُمّك ثُمَّ أُمّك ثُمَّ أَبَاك ثُمَّ أَدْنَاك أَدْنَاك " .
وَبِهَذَا يَظْهَر أَنَّ الْوَاو فِي قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيث الْبَاب وَأَبَاك وَأُخْتك وَأَخَاك وَمَوْلَاك بِمَعْنَى ثُمَّ أَيْ ثُمَّ أَبَاك ثُمَّ أُخْتك ثُمَّ أَخَاك ثُمَّ مَوْلَاك أَيْ قَرِيبك الْأَقْرَب فَالْأَقْرَب
( الَّذِي يَلِي ذَلِكَ )
: صِفَة لِقَوْلِهِ مَوْلَاك أَيْ قَرِيبك الَّذِي يَقْرُب مَنْ تَقَدَّمَ مِنْ اِبْن أُخْتك وَابْن أَخِيك وَعَمَّتك وَعَمّك وَابْن عَمَّتك وَابْن عَمّك وَهَكَذَا الْأَقْرَب فَالْأَقْرَب . وَأَخْرَجَ اِبْن مَاجَهْ فِي أَوَّل كِتَاب الْأَدَب عَنْ أَبِي سَلَامَة السَّلَامِيّ قَالَ : قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أُوصِي اِمْرَأً بِأُمِّهِ أُوصِي اِمْرَأً بِأُمِّهِ أُوصِي اِمْرَأً بِأُمِّهِ ثَلَاثًا أُوصِي اِمْرَأً بِأَبِيهِ أُوصِي اِمْرَأً بِمَوْلَاهُ الَّذِي يَلِيه وَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ مِنْهُ أَذًى يُؤْذِيه " اِنْتَهَى .@

الصفحة 49