كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 14)
التَّنْكِير فِي اِمْرَأَة لِلتَّعْظِيمِ وَقَوْله سَفْعَاء الْخَدَّيْنِ نُصِبَ أَوْ رُفِعَ عَلَى الْمَدْح وَهُوَ مُعْتَرِض بَيْن الْمُبْتَدَأ وَالْخَبَر . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي إِسْنَاده النَّهَّاس بْن قَهْمٍ أَبُو الْخَطَّاب الْبَصْرِيّ الْقَاضِي وَلَا يُحْتَجّ بِحَدِيثِهِ وَهُوَ بِالنُّونِ وَبَعْد الْأَلِف سِين مُهْمَلَة وَقَهْم بِالْقَافِ آخِره مِيم .
4483 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( أَنَا وَكَافِل الْيَتِيم )
: أَيْ الْقَيِّم بِأَمْرِهِ وَمَصَالِحه وَمُرَبِّيه ، وَالْيَتِيم مَنْ مَاتَ أَبُوهُ وَهُوَ صَغِير يَسْتَوِي فِيهِ الْمُذَكَّر وَالْمُؤَنَّث
( كَهَاتَيْنِ )
: أَيْ مِنْ الْأُصْبُعَيْنِ
( فِي الْجَنَّة )
: خَبَر أَنَا وَمَعْطُوفَة
( وَقَرَنَ )
: أَيْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَفِي رِوَايَة الْبُخَارِيّ فِي اللِّعَان " وَفَرَجَ بَيْنهمَا شَيْئًا " قَالَ الْعَلْقَمِيّ فِيهِ إِشَارَة إِلَى أَنَّ بَيْن دَرَجَة النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَافِل الْيَتِيم قَدْر تَفَاوُت مَا بَيْن السَّبَّابَة وَالْوُسْطَى . وَفِي رِوَايَة " كَهَاتَيْنِ إِذَا اِتَّقَى " أَيْ اِتَّقَى اللَّه فِي مَا يَتَعَلَّق بِالْيَتِيمِ وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْمُرَاد قُرْب الْمَنْزِلَة حَال دُخُول الْجَنَّة أَيْ سُرْعَة الدُّخُول عَقِبه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْمُرَاد مَجْمُوع الْأَمْرَيْنِ سُرْعَة الدُّخُول وَعُلُوّ الْمَرْتَبَة اِنْتَهَى . قَالَ اِبْن بَطَّال : حَقٌّ عَلَى مَنْ سَمِعَ هَذَا الْحَدِيث أَنْ يَعْمَل بِهِ لِيَكُونَ رَفِيق النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْجَنَّة وَلَا مَنْزِلَة فِي الْآخِرَة أَفْضَل مِنْ ذَلِكَ . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَالتِّرْمِذِيّ .@
الصفحة 60