كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 14)
الَّذِي عَيَّرَهُ أَبُو ذَرّ هُوَ بِلَال بْن رَبَاح مُؤَذِّن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَقَالَ بَعْضهمْ : الْفَصِيح عَيَّرْت فُلَانًا أُمّه ، وَقَدْ جَاءَ فِي شِعْر عَدِيّ بْن زَيْد : أَيّهَا الشَّامِت الْمُعَيِّر بِالدَّهْرِ
وَاعْتُذِرَ عَنْهُ بِأَنَّهُ كَانَ عَبَّادِيًّا وَلَمْ يَكُنْ فَصِيحًا ، غَيْر أَنَّهُ قَدْ صَحَّ عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : أَعَيَّرْته بِأُمِّهِ ، وَأَبُو ذَرّ يَذْكُر ذَلِكَ عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَنْ نَفْسه فَلَا نَكِير عَلَيْهِ فَلَا مَعْنَى لِإِنْكَارِ ذَلِكَ . اِنْتَهَى كَلَام الْمُنْذِرِيِّ .
4491 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( إِخْوَانكُمْ )
: أَيْ مَمَالِيككُمْ إِخْوَانكُمْ
( تَحْت أَيْدِيكُمْ )
: أَيْ تَحْت تَصَرُّفكُمْ وَأَمْركُمْ وَحُكْمكُمْ
( وَلْيَكْسُهُ )
: وَفِي بَعْض النُّسَخ وَلْيُلْبِسْهُ مِنْ الْإِلْبَاس
( مِمَّا يَلْبَس )
: بِفَتْحِ
أَوَّله وَفَتْح الْمُوَحَّدَة
( فَإِنْ كَلَّفَهُ مَا يَغْلِبهُ )
: أَيْ مِنْ الْعَمَل الشَّاقّ
( فَلْيُعِنْهُ )
: أَيْ عَلَى ذَلِكَ الْعَمَل بِنَفْسِهِ أَوْ بِغَيْرِهِ .
قَالَ النَّوَوِيّ : الْأَمْر بِإِطْعَامِهِمْ مِمَّا يَأْكُل السَّيِّد وَإِلْبَاسهمْ مِمَّا يَلْبَس مَحْمُول عَلَى الِاسْتِحْبَاب لَا عَلَى الْإِيجَاب وَهَذَا بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ ، وَإِنَّمَا يَجِب عَلَى السَّيِّد@
الصفحة 67