كتاب جمهرة الأمثال (اسم الجزء: 1)

أَرْبَد أَخُو لبيد فَقَالَ أسلم على أَن يكون لَك الْمدر ولى الْوَبر وَأَن تجْعَل لي الْأَمر بعْدك
فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لَا وَلَا وبرة) فَخرج وَقَالَ لأَمْلَأَنهَا عَلَيْك خيلا جردا ورجالا مردا فَدَعَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَلَيْهِمَا فَأخذت أَرْبَد صَاعِقَة فَمَاتَ وَضربت عَامِرًا الغدة وَهِي طاعون الْإِبِل فَمَال إِلَى بَيت سلوليه وَجعل يَقُول (أغدة كَغُدَّة الْبَعِير وَمَوْت فِي بَيت سَلُولِيَّة) وسلول من أذلّ الْعَرَب وَالْمعْنَى أَنه جمع لَهُ ضَرْبَان من الذلة
وَقَالَ الشَّاعِر يذكر ذلة سلول
(إِلَى الله أَشْكُو أنني بت طَاهِرا ... فجَاء سلولي فَبَال على رجْلي)
(فَقلت اقطعوها بَارك الله فِيكُم ... فَإِنِّي كريم غير مدخلها رحلي)
91 - قَوْلهم أغيرة وجبنا
يضْرب مثلا للرجل يجْتَمع فِيهِ عيبان وَأَصله أَن رجلا تخلف على قتال عدوه وَترك الْحَيّ يُقَاتلُون ثمَّ رأى امْرَأَته تنظر إِلَى الْقِتَال فضربها فَقَالَت (أغيرة وجبناً) فذمت هَذِه الْمَرْأَة الْغيرَة وَهِي من أَحْمد أَخْلَاق الرِّجَال
وَقَالَ جرير يمدح الْحجَّاج
(أم من يغار على النِّسَاء حفيظة ... إِذْ لَا يثقن بغيرة الْأزْوَاج)

الصفحة 103