كتاب جمهرة الأمثال (اسم الجزء: 1)

صحاحها نظرت إِلَيْهَا القرعى فاستنت مَعهَا فَسَقَطت من ضعفها والاستنان هَاهُنَا الْعَدو والقرع بثر يخرج بالفصال فتجر على السباخ فتبرأ
يُقَال قرعت الفصيل إِذا فعلت بِهِ ذَلِك كَمَا يُقَال قردته إِذا نزعت عَنهُ القردان
وَالْفرس تَقول فِي معنى هَذَا الْمثل رَأَتْ فَأْرَة خيلا تنعل فَرفعت رجلهَا
وَمِمَّا هُوَ فِي معنى هَذَا الْمثل من الشّعْر قَول بشار
(فيأيها الطَّالِب المبتغي ... نُجُوم السَّمَاء بسعي أُمَم)
(سَمِعت بمكرمة ابْن الْعَلَاء ... فأنشأت تطلبها لست ثمَّ)
وَقَول أبي تَمام
(هَيْهَات مِنْك غُبَار ذَاك الموكب ... )
99 - قَوْلهم إِن هلك عير فَعير فِي الرِّبَاط
يضْرب مثلا للشَّيْء يقدر على الْعِوَض مِنْهُ فيستخف بفقده
والرباط الْحَبل الَّذِي ترْبط بِهِ الدَّابَّة وَسميت الْخَيل رِبَاطًا لِأَنَّهَا ترْبط بِإِزَاءِ الْعَدو فِي الثغر ويربط الْعَدو بإزائها خيله يعد كل لصَاحبه وَفِي الْقُرْآن {وَمن رِبَاط الْخَيل}
وَقلت فِي هَذَا الْمَعْنى
(وَمن يَك ممدوحاً بنظم يصوغه ... فَإنَّك ممدوح بك النّظم والنثر)
(فَإِن يَك بعض الأكرمين يعقني ... فَإنَّك مد الْبَحْر إِن أخلف الْقطر)

الصفحة 109