كتاب جمهرة الأمثال (اسم الجزء: 1)

وَحبس الْمَنْصُور أرزاق الْجند وَقَالَ (أجع كلبك يتبعك) فَقيل لَهُ رُبمَا أجعته فتبع غَيْرك فوقر فِي نَفسه وَأخرج المَال وَأَعْطَاهُمْ
105 - قَوْلهم أَسَاءَ رعياً فسقى
يضْرب مثلا للرجل يفْسد الْأَمر ثمَّ يُرِيد إِصْلَاحه فيزيده فَسَادًا
وَأَصله أَن يسىء الرَّاعِي رعي الْإِبِل نَهَاره حَتَّى إِذا أَرَادَ إراحتها إِلَى أَهلهَا كره أَن يظْهر لَهُم سوء أَثَره عَلَيْهَا فيسقيها المَاء حَتَّى تمتلىء أجوافها فيزيدها ذَلِك ضَرَرا
وَيَقُولُونَ (رعى فأقصب) وَذَاكَ أَنه إِذا أَسَاءَ رعيها وَلم يشبعها من الْكلأ لم تشرب وَإِنَّمَا الشّرْب على الْعلف
يُقَال بعير قاصب إِذا امْتنع من الشّرْب وَصَاحبه مقصب وَقَالَ الْأَصْمَعِي (أَسَاءَ رعياً فسقى مقصباً) يضْرب مثلا للرجل لَا يحكم الْعَمَل لصعوبته عَلَيْهِ فيميل إِلَى مَا هُوَ اهون
106 - قَوْلهم أجناؤها أبناؤها
يضْرب مثلا للرجل يعْمل الشَّيْء بِغَيْر رُؤْيَة وَلَا نظر فيتعنى فِيهِ ثمَّ يحْتَاج إِلَى نقضه
والأجناء جمع جَان وَالْأَبْنَاء جمع بَان وَهَذَا جمع قَلِيل وَمثله شَاهد وأشهاد وَصَاحب وَأَصْحَاب وَيجوز أَن يكون الْأَصْحَاب جمع صحب يجمع الصاحب صحباً ثمَّ يجمع الصحب أصحاباً

الصفحة 112