كتاب جمهرة الأمثال (اسم الجزء: 1)

وَقَالَ أَكْثَم بن صَيْفِي لَا ينفع مِمَّا هُوَ وَاقع التوقي
وَنَحْو هَذَا قَول المتنبي
(يَمُوت راعي الضَّأْن فِي جَهله ... موتَة جالينوس فِي طبه)
وَسَيَجِيءُ خبر عَمْرو بن مامة على التَّمام فِي الْبَاب الثَّالِث وَالْعِشْرين إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَحده
109 - قَوْلهم أفلت وانحص الذَّنب
110 - وأفلت بجريعة الذقن
يضْرب مثلا للرجل ينجو من الهلكة بعد الإشفاء عَلَيْهَا
والمثل لمعاوية ابْن أبي سُفْيَان وَذَلِكَ أَنه أرسل رجلا من غَسَّان إِلَى الرّوم وَجعل لَهُ ثَلَاث ديات على أَن يُنَادي بِالْأَذَانِ عِنْد بَاب ملكهم فَفعل فَوَثَبَ عَلَيْهِ البطارقة ليقتلوه فَمَنعهُمْ الْملك وَقَالَ إِنَّمَا أَرَادَ مرسله أَن نَقْتُلهُ فَيقْتل كل مستأمن منا عِنْده ويهدم كل بيعَة لنا قبله ثمَّ أكْرمه وجهزه فَلَمَّا رَآهُ مُعَاوِيَة قَالَ (أفلت وانحص الذَّنب) فَقَالَ كلا إِنَّه لبهلبه ثمَّ حَدثهُ الحَدِيث فَقَالَ لقد أصَاب مَا أردْت
وَغير بَعضهم لفظ هَذَا الْمثل فَقَالَ
(حَتَّى نجوت وَمَا عَلَيْك قَمِيص ... )
وَفِي مثل آخر (أفلت وَله حصاص) والحصاص الْعَدو الشَّديد

الصفحة 115