كتاب جمهرة الأمثال (اسم الجزء: 1)

وَقَالَ أَوْس بن حَارِثَة لِابْنِهِ إِنَّمَا تعز من ترى ويعزك من لَا ترى
وَقلت
(وَقد يعرض الْمَحْذُور من حَيْثُ يرتجى ... ويمكنك المرجو من حَيْثُ يتقى)
وَقيل لَا ينفع سهولة الْمطلب مَعَ وعورة الْقدر وَلَا يُغني الحذر إِذا حم الْقدر وَإِذا حم الْقدر دم الْبَصَر وَإِذا أبرم الْقدر حسن الظفر وَإِذا حَان الْقَضَاء ضَاقَ الْقَضَاء
وَقَالَ الشَّاعِر
(ذهب الفضاء بحيلة الْمُحْتَال ... )
وَمعنى قَوْله (دم الْبَصَر) أَي سد كَأَنَّهُ طلي بِشَيْء من قَوْلك دممت الْقدر إِذا طليتها بالطحال
114 - قَوْلهم أتتك بحائن رِجْلَاهُ
يضْرب مثلا للرجل يسْعَى إِلَى الْمَكْرُوه حَتَّى يَقع فِيهِ
والمثل لِلْحَارِثِ بن جبلة الغساني وَكَانَ المنذربن الْمُنْذر قَالَ لحرملة بن عسلة اهج الْحَارِث ابْن جبلة فَقَالَ إِن غَسَّان أخوالي وَلَا يحسن بِي هجاؤهم
فتهدده فَقَالَ
(ألم تَرَ أَنِّي بلغت المشيبا ... لَدَى دَار قومِي عَفا كسوبا)
(وَأَن الْإِلَه تنصفته ... بألا أعق وَألا أحوبا)

الصفحة 119