كتاب جمهرة الأمثال (اسم الجزء: 1)

116 - قَوْلهم إِذا مَا القارظ الْعَنزي آباً
يضْرب مثلا للْغَائِب لَا يُرْجَى إيابه
والقارظ الَّذِي يجتني الْقرظ
وهما قارظان الأول مِنْهُمَا يذكر بن عنزة وَكَانَ من حَدِيثه أَن خُزَيْمَة بن نهد عشق ابْنَته فَاطِمَة بنت يذكر فَقَالَ
(إِذا الجوزاء أردفت الثريا ... ظَنَنْت بآل فَاطِمَة الظنونا)
(ظَنَنْت بهَا وَظن الْمَرْء حوب ... وَإِن أوفى وَإِن سكن الحجونا)
(وحالت دون ذَلِك من هموم ... هموم تخرج الدَّاء الدفينا)
وَلم يعلم أَنه قَتله حَتَّى قَالَ يشبب بفاطمة
(فتاة كَأَن رضاب الْعصير ... بفيها يعل بِهِ الزنجيل)
(قتلت أَبَاهَا على حبها ... فتبخل إِن بخلت أَو تنيل)
وَقَوله أردفت أَي ردفت يَقُول إِذا رَأَيْت الجوزاء والثريا استبهم على مَوضِع نزولهم فَظَنَنْت بهم الظنون لأَنهم يرتحلون من مَوضِع إِلَى مَوضِع لقلَّة مِيَاههمْ فِي الصَّيف فَمرَّة أَقُول إِنَّهُم بمَكَان كَذَا وَأُخْرَى أَقُول بل هم بِغَيْرِهِ
وشبيه بِهَذَا قَول الآخر يذكر امْرَأَة فارقته
(وزالت زَوَال الشَّمْس عَن مستقرها ... فَمن مخبري فِي أَي أَرض غُرُوبهَا)

الصفحة 123