كتاب جمهرة الأمثال (اسم الجزء: 1)

وَيُرَاد بِالْمثلِ الْحَث على الْمُشَاورَة ومجانبة الاستبداد
وَلكُل شَيْء مَادَّة ومادة الْعقل التجربة والمشورة
وَقد أحسن الشَّاعِر فِي قَوْله
(خليلي لَيْسَ الرَّأْي فِي صدر وَاحِد ... أشيرا عَليّ الْيَوْم مَا تريان)
وَقَالَت الرّوم نَحن لَا نملك من يستشير وَقَالَت الْفرس نَحن لَا نملك من لَا يستشير
119 - قَوْلهم أَتَى أَبَد على لبد
والأبد الدَّهْر وَيُقَال لَا أفعل ذَاك أَبَد الأبيد والأبيد تبع لِلْأَبَد يضْرب مثلا للشىء الْقَدِيم ولبد النسْر السَّابِع من نسور لُقْمَان بن عَاد وَكَانَ يَأْخُذ النسْر صَغِيرا فِيمَا زَعَمُوا فيربيه حَتَّى يكبر فَإِذا مَاتَ أَخذ نسراً آخر حَتَّى اسْتكْمل عمر سَبْعَة أنسر وَكَانَ لبد سابعاً
وَيُقَال إِن النسْر يعِيش أَرْبَعمِائَة سنة
قَالُوا وَكَانَ لما ضعف بَصَره يُمَيّز بَين الذّكر والأ نثى من ولد الذَّر ويبصر أثر الذّرة السَّوْدَاء فِي اللَّيْلَة الْمظْلمَة على الصَّفَا وَهَذَا من أكاذيبهم قَالَ النَّابِغَة
(أخنى عَلَيْهَا الَّذِي أخنى على لبد ... )
وَجمع الْأَبَد آباد وَشَيْء مؤبد دَائِم

الصفحة 126