كتاب جمهرة الأمثال (اسم الجزء: 1)

(لقد عيل الْأَيْتَام طعنة ناشره ... أناشر لازالت يَمِينك آشره)
أَي مأشورة مَقْطُوعَة بِالْمِنْشَارِ ثمَّ لحق مهلهل بِالْيمن فَهَلَك بهَا وَقبل بل رَجَعَ إِلَى الجزيرة ثمَّ هلك
126 - قَوْلهم آخر الْبَز على القلوص
يُقَال ذَلِك عِنْد آخر الْعَهْد بالشَّيْء وَعند انْقِطَاع أَثَره وَذَهَاب أمره
وَأَصله أَن كثيف بن زُهَيْر التغلبي أغار على بكر بن وَائِل فَأسرهُ مِنْهُم مَالك ابْن كومة وَعَمْرو بن زبان فتنازعا فِيهِ كل يدعى أسره ثمَّ حكموه فَقَالَ لَوْلَا مَالك ألفيت فِي أَهلِي وَلَوْلَا عَمْرو لم أوسر أَي كِلَاهُمَا أسرني
فَغَضب عَمْرو فَلَطَمَهُ وَتَركه مَالك فِي يَده فَانْصَرف عَمْرو بِهِ وَأخذ مِنْهُ الْفِدْيَة وخلاه فَقَالَ كثيف اللَّهُمَّ إِن لم تصب بني زبان بقارعة قبل الْحول لم أصل لَك أبدا فَخرج بَنو زبان وهم سَبْعَة فِي طلب إبل لَهُم وَمَعَهُمْ رجل من غفيلة يُقَال لَو خوتعة فَلَمَّا وَقَعُوا قَرِيبا من أَرض بني تغلب انْطلق خوتعة إِلَى كثيف فَعرفهُ خبرهم فَخرج حَتَّى لحقهم فَقَالَ لَهُ عَمْرو إِن فِي وَجْهي وَفَاء من وَجهك فَخذ لطمتك مني وَلَا تشب الْحَرْب بَين بني أَبِيك وَقد أطفأها الله فَأبى وَضرب أَعْنَاقهم وَجعل رُءُوسهم فِي جوالق وعلقه فِي عنق نَاقَة لَهُم يُقَال لَهَا الدهيم فَلَمَّا رَآهَا أبوهم قَالَ اظن بني أَصَابُوا بِبَعْض نعام ثمَّ أَهْوى بِيَدِهِ فِي الجوالق فَإِذا رُءُوس بنيه فَقَالَ (آخر الْبَز على القلوص) أَي هم آخر

الصفحة 134