كتاب جمهرة الأمثال (اسم الجزء: 1)

أمره بشر عمله وَأَرَادَ عَمْرو قَتله فَضَحِك لُقْمَان وَقَالَ كَانَت فُلَانَة تحذرنيك فآبى قَالَ فَإِنِّي أهبك لَهَا فَلَا تعد
فَدخل لُقْمَان عَلَيْهَا وهم يَقُول لَا فَتى إِلَّا عَمْرو فَقَالَت أَلقيته قَالَ نعم ووهبني لَك
قَالَت أحسن إِذا أَسَأْت وَاحْذَرْ غب الْإِسَاءَة بعد الْإِحْسَان أَي احذر ان تسيء إِلَيْهِ بعْدهَا وَنَحْو الْمثل قَول وَعلة
(وَالشَّيْء تحقره وَقد ينمى ... )
146 - قَوْلهم اقلب قلاب
يُقَال ذَلِك للشَّيْء يذكر أَنَّك أردته فَتَقول اقلبه فَإِنِّي أردْت خِلَافه وَهُوَ نَحْو قَول الْعَامَّة اقلبه حَتَّى يَسْتَوِي
وَأَصله أَن زُهَيْر بن جناب وَفد على بعض الْمُلُوك وَمَعَهُ أَخُوهُ عدي بن جناب وَكَانَ عدي يحمق فَلَمَّا دخلا على الْملك شكا الْملك إِلَى زُهَيْر عِلّة نَالَتْ أمه فَقَالَ عدي اطلب لَهَا كمرة حارة فَغَضب الْملك وَأمر بقتْله فَقَالَ لَهُ زُهَيْر إِنَّمَا أَرَادَ الكمأة فَقَالَ (اقلب قلاب) أَي إِنَّمَا أردْت كمرة الرِّجَال
فَعرف حمقه وَأَظنهُ خلى سَبيله
وقلاب فعال من الْقلب مثل نزال

الصفحة 151