كتاب جمهرة الأمثال (اسم الجزء: 1)

مَا قَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام {وعجلت إِلَيْك رب لترضى} وَهُوَ اللِّسَان يَضَعهُ البليغ حَيْثُ يُرِيد
10 - قَوْلهم أبدى الصَّرِيح عَن الرغوة
يضْرب مثلا للامر ينْكَشف بعد استتاره
والمثل لِعبيد الله بن زِيَاد قَالَه فِي هانىء بن عُرْوَة وَكَانَ مُسلم بن عقيل حِين بَعثه الْحُسَيْن بن عَليّ رَضِي الله عَنْهُمَا قد استخفى عِنْده فَبلغ عبيد الله مَكَانَهُ فأحضر هائنا وَسَأَلَهُ عَنهُ فكتمه فَلَمَّا تهدده أقرّ فَقَالَ عبيد الله (أبدى الصَّرِيح عَن الرغوة)
فَذَهَبت مثلا أَي قد انْكَشَفَ المستور
والرغوة مَا يَعْلُو اللَّبن من الزّبد يُقَال أرغى اللَّبن ورغى
وَمثله قَوْلهم (صرح الْحق عَن محضه) وَقَوْلهمْ (برح الخفاء) أَي زَالَ الاستتار وَقَالُوا (أوضح الصُّبْح لذِي عينين)
11 - قَوْلهم أفرخ الْقَوْم بيضتهم
يضْرب مثلا للامر ينْكَشف بعد خفائه أَيْضا
وَأَصله خُرُوج الفرخ من الْبَيْضَة وظهوره مِنْهَا بعد كمونه فِيهَا
وَمثله قَوْلهم (بدا نجيث الْقَوْم) أَي ظهر مَا أسروه وَقد نجث الامر إِذا أسر
وَسميت الْبَيْضَة بَيْضَة لانها

الصفحة 27