كتاب جمهرة الأمثال (اسم الجزء: 1)

والحازم الْعَاقِل قَادر أَن يكتم كل شَيْء يُرِيد كِتْمَانه إِلَّا الْهوى فَإِن كِتْمَانه مُمْتَنع
وَقَالَ الْعَبَّاس بن الْأَحْنَف
(من ذَلِك كَانَ يزْعم أَن يواري فِي الْهوى ... حَتَّى يشكك فِيهِ فَهُوَ كذوب)
(الْحبّ أغلب للفؤاد بقهره ... من أَن يرى للسر فِيهِ نصيب)
(فَإِذا بدا سر اللبيب فَإِنَّهُ ... لم يبد إِلَّا أَنه مغلوب)
(إِنِّي لابغض عَاشِقًا متستراً ... لم تتهمه أعين وَقُلُوب)
15 - قَوْلهم أنْجز حر مَا وعد
16 - قَوْلهم أزمت شجعات بِمَا فِيهَا
يُقَال أنْجز حر الْوَعْد فنجز
وَأَصله من السرعة يُقَال تناجز الْقَوْم فِي الْحَرْب إِذا تسافكوا دِمَاءَهُمْ كَأَنَّهُمْ أَسْرعُوا فِيهَا
وَأول من قَالَه الْحَارِث بن عَمْرو آكل المرار الْكِنْدِيّ وَكَانَ من حَدِيثه أَنه قَالَ لصخر بن نهشل بن دارم هَل أدلك على غنيمَة على أَن لي خمسها قَالَ نعم
فدله على نَاس من أهل الْيمن فَأَغَارَ عَلَيْهِم بقَوْمه فغنموا وملئوا أَيْديهم فَلَمَّا انصرفوا قَالَ لَهُ الْحَارِث (أنْجز حر مَا وعد) فَأَرَادَ صَخْر أَن يَفِي لَهُ بوعده فَأبى قومه وَفِي طَرِيقه ثنية يُقَال لَهَا شجعات فَوقف صَخْر عَلَيْهَا

الصفحة 30