كتاب جمهرة الأمثال (اسم الجزء: 1)

24 - قَوْلهم أطرى فَإنَّك ناعلة
يضْرب مثلا للقوي على الامر
وَأَصله أَن رجلا كَانَت لَهُ أمتان راعيتان إِحْدَاهمَا ناعلة والاخرى حافية فَقَالَ للناعلة أطرى أَي خذي طرر الْوَادي فَإنَّك ذَات نَعْلَيْنِ ودعي سرارته لصاحبتك فَإِنَّهَا حافية
وطرر الشَّيْء نواحيه ويروى أظرى بالظاء أَي خذي فِي ظرر وَهُوَ الغليظ من الارض وَالْجمع ظران
قَالَ أَبُو عُبَيْدَة لم يكن هُنَاكَ نعل وَإِنَّمَا أَرَادَ بالنعلين غلظ جلد قدميها وَمن هَذَا الْكَلَام أَخذ المتبنى قَوْله فِي كافور
(ويعجبني رجلاك فِي النَّعْل إِنَّنِي ... رَأَيْتُك ذَا نعل إِذا كنت حافياً)
وَفسّر على وَجه آخر أخبرنَا أَبُو أَحْمد عَن أبي بكر بن دُرَيْد عَن العكلي عَن أَبِيه قَالَ سَأَلت أَبَا عُبَيْدَة عَن قَول مِسْكين
(أتطلبني بأطير الرِّجَال ... وكلفتني مَا يَقُول الْبشر)
فَقَالَ الاطير الْكَلَام وَالشَّر يَأْتِيك من بعيد قَالَ فَسَأَلته عَن قَوْله (أطري فَإنَّك ناعلة) فَقَالَ يضْرب مثلا للرجل يكون لَهُ فضل قُوَّة فِي نَفسه وسلاحه فيتكلف مَا لَو تَركه لم يضرّهُ وَأَصله أَن أمتين كَانَتَا ترعيان إبِلا فَقَالَت إِحْدَاهمَا للاخرى اجمعي الابل من أطرارها وَلَيْسَ بهَا إِلَى ذَلِك حَاجَة فَقَالَت الاخرى (أطري فَإنَّك ناعلة) إِي افعلي ذَلِك فَأَنت أقدر عَلَيْهِ
وَقيل (أصري فَإنَّك ناعلة) أَي أدلي فَإِن عَلَيْك نَعْلَيْنِ والاطرار الادلال

الصفحة 50