كتاب جمهرة الأمثال (اسم الجزء: 1)

وَالْعرب تَقول لكل امرىء نفسان تنهاه إِحْدَاهمَا وتأمره الاخرى وَإِنَّمَا هما فكران يحدثان لَهُ من الْخَوْف والرجاء فَيتَأَخَّر عِنْد أَحدهمَا ويتقدم عِنْد الاخر
وَقَالَ الشَّاعِر
(يؤامر نفسيه وَفِي الْعَيْش فسحة ... أيسترتع الذؤبان أم لَا يطورها)
(فَلَمَّا رأى أَن السَّمَاء سماؤهم ... رأى خطةً كَانَ الخضوع نكيرها)
أَي لما رأى أَن أَرضهم معشبة وَالْعرب تسمي العشب سَمَاء لم يجد بدا من الخضوع لَهُم
والمثل للبيد وَهُوَ قَوْله
(واكذب النَّفس إِذا حدثتها ... إِن صدق النَّفس يزري بالامل)
(غير أَلا تكذبنها فِي التقى ... واخزها بِالْبرِّ لله الاجل)
اخزها أَي سسها خزوت الرجل إِذا سسته قَالَ الشَّاعِر
(وَلَا أَنْت دياني فتخزوني ... )
وَيُقَال كذبت الرجل بِالتَّخْفِيفِ إِذا اخبرت بِالْكَذِبِ وكذبته إِذا أخْبرته أَنه كَاذِب

الصفحة 52