كتاب جمهرة الأمثال (اسم الجزء: 1)

33 - قَوْلهم إِنَّمَا يَجْزِي الْفَتى لَيْسَ الْجمل
الْمثل للبيد قَالَه فِي قصيدته الَّتِي أَولهَا
(إِن تقوى رَبنَا خير نفل ... وبإذن الله ريثي وَعجل)
إِلَى أَن قَالَ
(أعمل العيس على علاتها ... إِنَّمَا ينجح أَصْحَاب الْعَمَل)
(فاعقلي إِن كنت لما تعقلي ... وَلَقَد أَفْلح من كَانَ عقل)
(وَإِذا جوزيت قرضا فاجزه ... إِنَّمَا يَجْزِي الْفَتى لَيْسَ الْجمل)
وَمَعْنَاهُ إِنَّمَا يَجْزِي على الاحسان بالاحسان من هُوَ حر وكريم فَأَما من هُوَ بِمَنْزِلَة الْجمل فِي لؤمه وموقه فَإِنَّهُ لَا يُوصل إِلَى النَّفْع من جِهَته إِلَّا إِذا اقتسر وقهر
وَأخذ ابْن الرُّومِي هَذَا الْمثل فَقَالَ يهجو بعض الرؤساء
(يَا أَبَا أَيُّوب هذي كنية ... من كنى الانعام قدماً لم تزل)
(وَلَقَد وفْق من كُنَّا كها ... وَأصَاب الْحق فِيهَا وَعدل)
(أَنْت شبه للَّذي تكنى بِهِ ... ولبعض الْخلق من بعض مثل)
(لست ألحاك على مَا سمتني ... من قَبِيح الرَّد أَو منع النَّفْل)
(قد قضى قَول لبيد بَيْننَا ... إِنَّمَا يَجْزِي الْفَتى لَيْسَ الْجمل)
(كم وجدناك لترقى فِي الْعلَا ... وأبى الله فَلَا تعل هُبل)

الصفحة 57