كتاب جمهرة الأمثال (اسم الجزء: 1)

(وَإِذا اختبرت حميدهم ... ألفيته دون الذميم)
(لَا تند بنهم للصَّغِير ... من الامور وَلَا الْعَظِيم)
(انْظُر إِلَى كبر الجسوم ... ولاتسل دفع الجسيم)
وَمثل الْمثل سَوَاء قَول أبي تَمام
(فَلَا تحسبن هنداً لَهَا الْغدر وَحدهَا ... سجية نفس كل غانية هِنْد)
37 - قَوْلهم أشبه شرج شرجاً لَو أَن أسيمرا
يضْرب مثلا للتشابه من غير ذَوي الرَّحِم
وشرج مَوضِع والاسيمر تَصْغِير أسمر وَهُوَ جمع سمر مخفف عَن سمر وَهِي شَجَرَة من العضاه كَمَا قيل عضد وعضد
والمثل للقيم بن لُقْمَان وَكَانَ قد علا أَبَاهُ فِي خصاله فحسده أَبوهُ فَنزلَا شرجاً فَذهب لقيم ليعشي إبِله فحفر لَهُ لُقْمَان حفيرة وغطاها بسمر ليَقَع فِيهَا إِذا رَجَعَ من اللَّيْل فَلَمَّا عَاد لقيم أنكر الْمَكَان وارتاب بِإِزَالَة السمر عَن مَوْضِعه فَقَالَ (أشبه شرج شرجاً لَو أَن أسيمراً) أَي لَو أَن أسيمرا كنت أعهدها كَانَت على ماعهدتها وَتَنَحَّى عَن الْموضع فنجا وَذَهَبت الْكَلِمَة مثلا فِي التشابه من غير الْقرَابَات فَأَما مَا تشابه من الْقرَابَات فَمن أمثالهم فِيهِ قَول زُهَيْر
(وَهل ينْبت الخطي إِلَّا وشيجه ... وتغرس إِلَّا فِي منابتها النّخل)

الصفحة 62